بقلم الدكتور: يحيى بن عبدالله الزبيدي
الأدبُ فنٌّ إنسانيٌّ جميل، ارتبط بالإنسان روحاً وبوحاً؛ ليعبر عن مكنوناته الداخلية ويصور حالةً من الشعور ويجسد مشهداً يخالج ذات الإنسان.
والواقع أن الأدب بمفهومه الواسع لا يتوقف على مجرد الكتابة سواءً كان ذلك شعراً أو نثراً، بل يتجاوز ذلك لما أبعد نظرةً وأشمل مضموناً وأعمق محتوى.
والفصل بين الفنون الإنسانية ما هو إلا تصور أكاديمي تخصصي بالدرجة الأولى، وإلا فإن مصب الفنون الجميلة والكتابة الأدبية وتذوق تلك الأعمال ونقدها- إنما هو جزء لا يتجزأ من تكاملية كل عملٍ مهما كانت المبررات للتفريع بين تفاصيله وأجزائه..
ولهذا كان لا يد من مبادرةٍ تتبنى فكرة الجمع بين النص الأدبي واللوحة الفنية والقراءة الناقدة الواعية لهما في ترابط ونسق فني إبداعي وربما مختلف عن الصورة النمطية المعهودة..
من هذا المنطلق ، ومن بلد الطيب والفل والكادي جازان – وبجهودٍ ذاتية- جاءت فكرة (فضاءات نقدية بين النص الأدبي واللوحة التشكيلية) للأديبة والفنانة والمبدعة بحق، الأستاذة: أفراح مؤذنة
بدأت الفكرة باستقطاب واستكتاب مجموعة من الشعراء والبحث عن نتاجهم في عدة محاور، كالهوية والحنين والمسافة والعزف والإلهام والمنفى…
ثم البحث عن اللوحات الفنية المعبرة عن هذه المحاور لعدد من الفنانين للمقاربة بينها..
بعد ذلك تُرك المجال لعدد من النقاد أكاديميين وغيرهم لقراءة ونقد تلك النصوص الشعرية واللوحات الفنية والربط بينهما بأسلوب تكاملي يجمع بين عناصر التلاقي والافتراق وأوجه الشبه ونواحي الاختلاف وما يمكن أن توحي إحداهما عن الأخرى..
نرجو أن يجد هذا العمل وأمثاله من الأعمال والأفكار الإبداعية الأصيلة- اهتمام الأندية الأدبية والمراكز الثقافية وجمعيات الثقافة والفنون وغيرها ؛ من أجل عرضها وتبنيها ودعمها..