بقلم المستشار أحمد بن علي آل مطيع
رئيس المنظمة الدولية لنشر الخير والسلام والتنمية والثقافة
عاش الإمام الشافعي بمكة المكرمة فنشأ في مهد الفصاحة وأرض الشعر وعرين اللغة
مكة المكرمة مهوى الأفئدة وملاذ العالمين ومنطلق الرسالة الخالدة التي تصل أهل الأرض بأهل السماء وأهل الفناء بأهل البقاء. وقد حفظ امامنا الشافعي القرآن الكريم وهو صغير السن مما جعل المصرف اللغوي والثراء الإبداعي والمعاني المرموقه تكون حاضرة في مخيلته وتتطغى على أسلوبه وتتضح في ثنايا أبياته.
قصائده عذبه مميزه سهلة ممتنعة تتحدث فتوجز وتقول فتصدق وتسكب عبرات التوبه وأنين البوح وقرب النجوى .
أبيات تعرفها من طريقتها وتتعرف عليها من فيض حكمتها وقالب وعائها ومخزون توهجها قصائد تدخل القلوب بلا استئذان فتجدها في الدماغ مرتبه وجاهزة متى ما أردت استعادتها على موقف أو حدث .
من شاكلة :
دع الأيام تفعل ماتشاء
وطب نفسا إذا حكم القضاء
ومنها
ولما قسا قلبي وضاقت مذاهبي
جعلت الرجا مني لعفوك سلما
تعاظمني ذنبي فلما قرنته
بعفوك ربي كان عفوك أعظما
ومنها
تبغي النجاة ولم تسلك مسالكها
ان السفينة لا تجري على اليبس
ومنها
إذا المرء لايرعاك إلا تكلفا
فدعه ولا تكثر عليه التأسفا
ومنها
صن النفس واحملها على مايزينها
تعش سالما والقول فيك جميل
هكذا رأينا سويا الإبداع الأدبي والعطاء اللغوي والثراء الشعري وولادة الكلام الموزون المقفى ذو المعنى العظيم وبحق أن الشافعي في مجال اللغة والأدب والشعر يعد من الشعراء العرب المعددوين في قائمة المبدعين كما أطالب الباحثين والدارسين والأدباء والمؤلفين قراءة شعر الامام الشافعي قراءة معمقه بعيدة عن قرب المأخذ ويسر التناول وسبر الأغوار هو ما أطالب به.
ختاما سافر على رأي الشافعي :
سافر تجد عوضا عمن تفارقه
وانصب فإن لذيذ العيش في النصب
اني رأيت وقوف الماء يفسده
إن ساح طاب وإن لم يجر لم يطب
والأسد لولا فراق الأرض ما افترست
والسهم لولا فراق القوس لم يصب
والشمس لو وقفت في الفلك دائمة
لملها الناس من عجم ومن عرب