عبد الله الينبعاوي ـ الرياض
أكد سعادة الدكتور علي بن تميم، رئيس مركز أبوظبي للغة العربية أن المملكة العربية السعودية بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، تمضي بخطى ثابتة نحو نهضة استثنائية في مختلف المجالات لا سيما المجتمعية والثقافية والمعرفية التي تعتبر الركائز الأساسية للارتقاء والتقدّم، ورؤية صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء، والخطوات والبادرات والاستراتيجيات التي يطلقها، واضحة في هذا المجال.
وقال سعادته في سياق ترأسه وفد مركز أبوظبي للغة العربية، التابع لدائرة الثقافة والسياحة في أبوظبي، إلى “معرض الرياض الدولي للكتاب 2022”: “ليس جديداً على المملكة العربية السعودية الشقيقة رعاية الثقافة والمثقفين والاهتمام بأسس الإبداع وروّاده، فهذا ما عهدناه دوماً من القيادة السعودية التي تولي الثقافة اهتماماً كبيراً لا سيما معارض الكتب بما تمثله من نهضة فكرية ومعرفية ومجتمعية”.
وتابع : “تربط دولة الإمارات العربية المتحدة وشقيقتها المملكة العربية السعودية علاقات وثيقة من التعاون التاريخي في جميع المجالات، بما في ذلك في المجال الثقافي، مما يجعلنا حريصين على المشاركة الفاعلة في مختلف الفعاليات التي تقام على أرض المملكة، لذا نشارك هذا العام لنعرّف برؤية المركز وجهوده ورسالته الرامية إلى الحفاظ على اللغة العربية وصون مقدراتها باعتبارها الركيزة الأساس للهوية الثقافية العربية”.
وأضاف سعادته: “يشكّل معرض الرياض الدولي للكتاب حدثاً هاماً واستراتيجياً في سياق تلك الرؤى والاستراتيجيات التي يضطلع بها المركز لما له من دور كبير في حشد الطاقات والجهود والأدباء والمفكرين من مختلف أنحاء العالم للتحاور وتبادل الخبرات، بما يعزز من مكانة اللغة العربية وينهض بقطاع صناعة النشر وحركة الترجمة ويرتقي بهما، فضلاً عن برنامجه الثقافي المتكامل الذي يمنح الجمهور معرفة إضافية بما يتعلّق بمجالات الكتابة، والفنون، والنشر والترجمة وغيرها، وهذا ما يتقاطع مع أهدافنا ورؤيتنا في المركز”.
وتابع قائلاً: “ندرك مكانة الكتاب عند أبناء المملكة، ونفخر بارتباطهم بالكتاب وتعلّقهم بثقافة القراءة التي تعتبر المحرّك الرئيس في عملية البناء المجتمعي والحضاري بصفة عامة، وثقتنا عالية بقدرة هيئة الأدب والنشر والترجمة السعودية التابعة لوزارة الثقافة، على الارتقاء بمكانة هذا الحدث والنهوض به بما يخدم تعزيز مكانة المعرض على خارطة معارض الكتب الإقليمية والدولية، وتحقيق رؤية المملكة 2030 في تعزيز الصناعات الثقافية وتحفيزها باعتبارها محرّكاً رئيسياً لعملية البناء والتطور المنشودة”.
وأضاف سعادته:” نحرص من خلال هذه المشاركة على تعزيز التواصل الفعّال مع الروّاد والمعنيين في مجال صناعة الكتاب ومعارض الكتب المتخصّصة، والتعريف بفعّاليات ومبادرات ومشاريع المركز المعنية بقطاع النشر والترجمة، إذ يشارك المركز هذا العام بأجندة متكاملة تضمّ مجموعة من الندوات وفعاليات إطلاق الكتب وورش العمل واللقاءات، حيث سيقدم المركز أكثر من 450 عنواناً لزوّار المعرض من إصداراته الخاصة، كما يسلّط الضوء على الجزء الثاني من “سلسلة عيون الشعر العربي” وهي أكبر سلسلة للمختارات الشعرية أعدتها نخبةٌ من الباحثين المتخصّصين في الشّعر العربيّ، إذ بلغت حتى الآن 75 كتاباً، وتستكمل حتى نهاية العام الجاري إلى الـ100، وتهدف إلى إعادة إحياء التراث الشعري العربي الذي يشكل الشاهد الكبير على الهوية والذائقة العربيتين”.
وأوضح أن المركز سيعرّف زوار الحدث والمشاركين خلال المعرض بأحدث إصدارات مشروع (كلمة) للترجمة، ويضيء على دوره في إحياء حركة الترجمة في العالم العربي ودعم الحراك الثقافي الفاعل الذي تشهده إمارة أبو ظبي والمساهمة في خارطةِ المشهدِ الثقافي الإقليمي والدولي، كما سيستعرض المركز أهم مشاريعه في التحول الرقمي وتطور قطاع النشر إضافة إلى عرض للدور المحوري للجوائز الأدبية المرموقة التي ينظمها وعلى رأسها “جائزة الشيخ زايد للكتاب”، إحدى أرفع الجوائز الأدبية في المنطقة والعالم التي تحتفي بمنجزات المبدعين وتثمّنها، ونعتبر المعرض فرصة للتعريف بقامات أدبية وفكرية عربية وخليجية مرموقة مثل الدكتور الناقد عبد الله الغذامي، الذي حظي بلقب شخصية العام الثقافية في الدورة الماضية من الجائزة تكريماً لتاريخ ومسيرة طويلة من العمل أثرى من خلالها الحراك الثقافي إقليمياً وعربياً، كما سيفتح المجال للشعراء والمبدعين السعوديين في مجال الشعر النبطي للتعرّف على “جائزة كنز الجيل”، والتي نسعى من خلالها إلى تكريم الأعمال الشعرية النبطية، والدراسات الفلكلورية، والبحوث، والتي تُمنح للدارسين والمبدعين الذين قدموا أعمالًا تناولت الموروث المتصل بالشعر النبطي وقيمه الأصيلة”.
وتابع سعادته:” نتطلع لأن نكون شركاء في إنجاح هذا الحدث الثقافي والتعريف بجهود المركز وأهدافه وبرامجه، وكلنا ثقة بأن الجهود الثقافية التي تبذل في المملكة العربية السعودية أو في دولة الإمارات العربية المتحدة تكمل بعضها البعض خدمة لهوية وطنية مشتركة متأصلة بحضارة عربية عريقة، قوامها اللغة العربية وأساسها الكتاب الذي يجمعنا اليوم ونأمل في أن تحقّق هذه الدورة جملة التطلعات والأهداف المنشودة”.