بقلم : تهاني المعشي
من أجل كلمة إن الكلمة الطيبة صدقة قال تعالى { مثل كلمة طيبة كشجرة طيبة أصلها ثابت وفرعها في السماء تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها ويضرب الله الأمثال للناس لعلهم يتذكرون ومثل كلمة خبيثة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض مالها من قرار}. كلمة قد نقولها لا نلق لها بالا تهوي بنا في جحيم اليأس والقنوط وقائلها بسلوكه السادي غير السوي مرتاح الضمير يعيش ويستمر ويستمتع بعذابات الأخرين غير مكترث بأحد منهم ، وقد أثبتت الدراسات النفسية الحديثة ما للكلمة السلبية من أثر عنيف على مخ الإنسان .
إذ إن هناك جانباً في المخ قد يكون مسؤولاً عن التجارب والكلمات المؤلمة التي يتعرض لها الإنسان هو القشرة المخية التي تقوم بعمليات معقدة تشمل التفكير والإدراك واللغة، إن هذا الجزء من المخ يحسن قدرة الإنسان على التكيف مع الجماعات والثقافات كما أنه مسؤول عن رد الفعل على الألم الذي له علاقة بالجماعة.}
ويقول مايكل هوجسمان الأخصائي في علم نفس الطفل في ألمانيا إنه من المرجح أن تكون عدة أجزاء في المخ تتعامل مع الألم العاطفي الذي يعتبر تأثيره أبعد مدى. أي أنه في الألم البدني يمكن رؤية الجراح والكدمات أما الألم العاطفي فهو يخلف في الغالب القلق والخوف. فلو قال تلاميذ لزميل لهم إنهم سيعتدون عليه بعد نهاية دوام المدرسة فهو سيعيش في قلق وخوف أكبر بكثير مما قد يحدث له بالفعل .
إن بعض الكلمات نور مشع من بسمة وأمل وبعض الكلمات قبور للفرح فاحذر من كل كلمة تقولها فرب كلمة قالت لصاحبها دعني] وفي الحديث ما معناه. أن معاذا ابن جبل قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم { انحن محاسبون بما نقول يا رسول الله فقال صلى الله عليه وسلم { ثكلتك أمك يا معاذ وهل يكب الناس على وجوههم أو قال مناخرهم في النار إلا حصائد ألسنتهم }. الكلمات مسؤولية كبيرة قد تغير مزاج أحدهم بكلمة طيبة تسعدهم بها دهراً وقد تكسب الذنوب التي أنت بغنى عنها وتوغر صدور الأخرين بكلمة لسانك. لاتذكر به عورة امرئ فكلك عورات. وللناس ألسن احفظ لسانك تسعد أبداً وأطلقه بفحش القول تورث نفسك الندامة ما حييت ، أي الطريقين تختار إما طريق السعادة بالكلام الطيب اللين أو طريق التعاسة بالكلمة الخبيثة فلا تلج النار الأبدية من أجل كلمة عابر.