بقلم / أحمد شوعي علي حربين
رئيس فريق نجوم قدامى الساحل بجازان
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه ،
الحقيقةُ أنّه مهما بلغَ الإنسانُ مِن فصاحةِ لفظٍ وبلاغة معنىً وحُسن منطقٍ وبيان إلاّ أنه يصاب بالعجزِ حين يكون الحديث عن الوطن ، فكيف إذا كان هذا الوطن هو المملكة العربية السعودية..
ولكني استعنتُ بالله ثم جمعتُ قواي وأمسكتُ قلمي لأدلي بدلوي بين تلك الدلاء كي أكتب شيئاً يخالج النفس عن وطني الشامخ بمناسبةِ يومهِ الوطني ( 92 ) حتى وإن كان مختصراً ، فمثل هذا الموضوع يحتاجُ سجلاتٍ ودواوين ومجلدات لا صفحة او صفحتين :
القارة : آسيا
الدولة : المملكة العربية السعودية
العاصمة : الرياض
المؤسس الأول :
الإمام محمد بن سعود 1744 م
المؤسس الثاني :
الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود 1842 م
المؤسس والموحد :
الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود 1902 م
اليوم الوطني :
23 سبتمبر الموافق 1 الميزان
جُبلت الأنفس على حُبِ الأوطان وهو شعور داخلي مستعذب وحنين فطري يتلمس شغاف القلوب ولذلك حين خرج الرسول الكريم عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم من مكة مهاجراً قال : (ما أطيبك من بلد وأحبك إليّ ولولا أن قومي أخرجوني ما سكنت غيرك).
نعم … إنّ للأوطانِ هوىً يسيطر على مراتع القلوب مهما كانت تلك الأوطان فقد قال الأول :
بلادٌ ألفناها على كل حالةٍ …
وقد يؤلفُ الشيء الذي ليس بالحسن
وتستعذبُ الأرض التي لا هوىً بها …
ولا مائها عذبٌ ولكنها وطن
فكيف إذا كان هذا الوطن هو المملكة العربية السعودية ، مهبط الوحي ومهد الرسالة ومواقع نزول القرآن بلد مكة والمدينة ،
قبلة لأكثر من مليار ونصف مسلم ، بلد الأمن والأمان والرخاء ، بلد البحار والسهول والصحاري والجبال والوديان ، بلد العزة والرفعة والسؤدد .
كُل العالم حين يحتفل بيومه الوطني يحتفل بـ ( يوم استقلاله ) إلا بلدي يومه الوطني هو ( يوم توحيده ).
البلد الوحيد في العالم الذي جعل كلمة العربية قبل اسمه الرسمي ( المملكة العربية السعودية )
يقول أمير الشعراء أحمد شوقي :
وطني لو شغلت بالخُلد عنه…
نازعتني إليه بالخلد نفسي
وطن _ الحب_ الشعب _ القيادة _
كلمات حب الوطن كثيرة والتعبير عن الوطن ليس له حدود ولا يتقيد بزمنٍ أو موقع ،
وإدراكاً بأن المجال هنا لا يتسع لقول كل شيء ولكن كما قالوا :
ما لا يدرك كله لا يترك جله ، ومن هذا المنطق أقول :
حُب الوطن ليس أناشيد واحتفالات فقط ، بل هو إيثار الوطن على المصالح الفردية الخاصة ،
حُب الوطن هو التزام بالقوانين والأنظمة ،
حُب الوطن الدفاع عنه بالأفعال والأقوال ،
حُب الوطن مواجهة كل ما يخل بأمنه او يزعزع استقراره ،
حُب الوطن الارتباط الوثيق بين الأرض والإنسان والقادة والحكام ،
حُب الوطن أن تكون سفيراً محترماً خارج بلدك وإظهار صورة مشرفة من خلال تصرفاتك و ردود أفعالك ،
حُب الوطن أن تكون مواطناً صالحاً ونموذجاً رائعاً يحتذى به ،
حُب الوطن رفع اسمه عالياً بالإنجازات والتفوق في شتى المجالات و مثالياً في التعاملات وتحقيق الطموحات ،
وحُب الوطن لا شك هو الحفاظ على وحدته وسلامة أراضيه والدفاع عنه بالأرواح والمهج …
وأختم كلمتي بأبياتٍ من رائعة الشاعر الفرساني المعروف علي محمد صيقل …
من معزوفةِ وقصيدة الوطن
وسمٌ على ساعدي نقشٌ على بدني …
وفي الفؤادِ وفي العينين يا وطني
شمساً حملتُك فوقَ الرأس فانسكبت … مساحةً ثرة الأضواء تغمرني
قبّلت فيك الثرى حباً وفوق فمي …
من اسمرار الثرى دفءٌ تملكني
و انداح في خافقي سحراً وترنمةً … وذكرياتٍ وآمالاً تضمدني
قصيدتي أنتَ منذُ البدءِ لحّنها …
أجدادي الشُّمُ فانثالت إلى أذني
ترنيمةٌ عذبةُ الألحان فامتزجت …
ألحانُها في دمي بالدفءِ تفعمني
غنيتُها للرمالِ السُمرِ في شغفٍ …
وللصواري وللأمواجِ والسفنِ
لنخلةٍ حينما أسمعتها اندهشت …
تمايلت وانثنت نحوي توشوشني
ما أروع اللحن قالت هزني طرباً …
فغن لي غنّ إنّ اللحن أطربني
يا موطني أنني أهواكَ في ولهٍ …
يا نكهةً حلوةً تنسابُ في بدني
أقسمتُ بالله لن أنساكَ يا حُلمي …
فإن سلوتُك هيئ لي إذن كفني
………………
اللهم احفظ هذا البلد وقادته وشعبه ،
و احفظ اللهم جنودنا المرابطين على حدوده وارحم شهدائنا ،
اللهم زد هذا الوطن أمناً و رخاءً و رفعة واجعل رايته خفاقة مدى الأزمان
والحمد لله رب العالمين