بقلم المستشار أحمد بن علي آل مطيع
رئيس المنظمة الدولية لنشر الخير والسلام والتنمية والثقافة
يعجبني الأدب الشعبي لما يحمله من ثراء لغوي وحنكة فكرية وحكمة شاعرية وجزالة ألفاظ وسبر غور لكثير من المفاهيم المغلوطة ومعالجتها بطريقة درامية بديعة .
سمعت قصة أن الشاعر بدر الحويفي كان في أحد أسواق مدينة الكرم مدينة حائل أرض الجبلين يجلس في زواجية فاذا برجل يدخل يسلم عليه ويقبل رأسه ويقول له : أنت بدر الحويفي فعلت فيني معروف .
فقال له من أنت ما أعرفك فرد عليه أنا رجل تلفظ علي ابن عمي بكلام سيء وآذاني نفسيا وخلع عني ثياب الفضيلة ورماني بأسبال الرذيلة فاتجهت إليه من أجل أن آخذ حقي منه بالقوة والعنف وأقتص منه فتذكرت أبياتك التي تقول :
لو كل ماثارت عجاجه تحيزمت
تهت الطريق وكل عاير صدمته
بعض الكلام أخير من رده الصمت
وسلم الرجال أهل السلوم احترمته
فتراجعت عن فكرتي وعدت لبيتي.
هكذا نرى الالتزام الأدبي الذي مارسه الشاعر بدر الحويفي من أجل التوعية الصحيحة بقضية العجلة والسرعة وما تعقبه من ندم وحسره .
اذن الهدوء ومعالجة الأمور بحكمة ووعي ويقظة الضمير من أجل الحصول على الحقوق وفق الإجراءات الرسمية المتاحة وقنوات التواصل المعتمدة والبعد عن التهور والإسراع ففي العجلة الندامة وفي التأني السلامة .