الصحة النفسية أولاً

بقلم: أماني العطاس

يتفق العلماء والأطباء على أن الصحة الجسمية هي سلامة الجسم من الأمراض وسلامة الأعضاء الداخلية وسير العمليات الحيوية ووظائفها بشكل نشط، إلا أن الصحة النفسية ليست بهذه البساطة، لأن مدلولات النفس ومكنوناتها ومستوى سلامتها وتوافقها ليست مادية ملموسة من الممكن قياسها إنما يستدل عليها من خلال السلوك الخارجي للفرد وتفاعلاته واستجاباته.
فالإنسان السوي هو مصدر النهضة والفكر والتقدم، ولكي يقوم الفرد بآداء واجباته ومهامه الذاتية والاجتماعية لابد أن يتمتع بصحة نفسية عالية، تخلو من الاضطرابات والمشاكل التي تؤثر بشكل سلبي في بذله وعطاءه وإنجازاته.
لعل من أهم ما يؤثر على الصحة النفسية قضية العنف الأسري حيث تعد من الظواهر الاجتماعية المنتشرة في كافة المجتمعات الإنسانية المعاصرة، تأخذ أشكا ًلا مختلفة، تبرز مظاهرها في السلوك العدواني لأي فرد من أفراد الأسرة الواحدة، أو من هم داخل البيت الواحد.
هذه الظاهرة بدأت تتعاظم، حيث تعاني من تداعياتها الكثير من الأُسر ما ينتج عنها اضطرابات نفسية للفرد وبالتالي تهديد الكيان المجتمعي بأكمله بظهور العديد من الآثار والمشاكل السلبية على سطحه، ومن الجدير بالذكر العنف (النفسي) أحد أنماط العنف الأسري، حيث يعتبر الأكثر خطورة إذ أنه لا يترك أثراً مادياً على المعنف، وما يزيد من خطورته هو صعوبة إثبات مثل هذا النوع من العنف إذا ما أراد المعنف اللجوء للجهات المختصة، كما أنه الأكثر صعوبة في القياس في تحديد وتتبع آثاره نظراً لارتباطه بالمشاعر والاحاسيس الداخلية للإنسان، فلا يوجد إحصائيات دقيقة لهذا النوع من العنف لأن أغلب ضحاياه يواجهونه بالصمت ، خوفاً من الإفصاح، والأدهى أن من يمارس العنف لا يعرف في الأصل بأنه معنّف.

العنف النفسي أو العاطفي كما حددته وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية هو كل ضرر نفسي يحدث بسبب سلوك مستمر، بهدف المساس بكرامة المعنّف أو بحقوقه المعنوية، له عدة أشكال منها التخويف والتهديد بشتى أنواعه، تدمير الممتلكات الشخصية ذات القيمة عدم السماح باتخاذ القرارات الشخصية أو ممارسة الضغط النفسي، والتمييز والمفاضلة بين أفراد الأسرة و الإهمال والحرمان السب والشائم وغيرها الكثير.

كما يعتبر العنف النفسي من العوامل النفسية التي من شأنها حرمان الأفراد من التمتع بالاستقرار النفسي والصحة النفسية، وبالتالي انتشار وظهور الكثيرمن الانحرافات والأنماط السلوكية الغير سليمة، لذلك كان من الضروري تتبع هذا النوع من العنف ومواجهته وعلاج آثاره.
من المهم أن تضع صحتك النفسية في قائمة أولوياتك، من الواجب معرفة حقوقك كاملة ما لك وما عليك، توسع في مداركك عبرتثقيف نفسك بالقوانين التي وضعتها حكومتنا الرشيدة بخصوص هذا الصدد، قد يتملكك الخوف ويجعلك قابعاً في مكانك، لكن اختر أن تتحرر منه بالمواجه من خلال تدريب نفسك على الحزم مع من يحاول أن يقلل من شأنك ويزعزع ثقتك بنفسك، حاول التشافي من أي علاقة تسرق منك سلامك مهما كانت نوعية هذه العلاقة واستشارة الأخصائيين كي يأخذوا بيدك إلى بر الأمان، ابدأ الخطوة الأولى اجعل
صوتك مسموعاً

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.