رسائل لم يحملها البريد “9”

 

العلاقات الإنسانية في الميزان

 

بقلم / د. وسيلة محمود الحلبي*

 

أصبحنا في زمن نتذوق  فيه السعادة والصدق في أحلامنا فقط

هناك أشياء جميلة قد تلاشت واختفت من حياتنا العصرية اللاهثة

الجار لم يسأل عن جاره، وقد يلتقي ساكن العمارة بعدد من الأطفال

على بوابة العمارة

دون أن يعرف أولاد مَنْ هم.

ألستم معي بأنه لم يعد هناك تواصل بين الجيران

وأننا لا نتزاور إلا بالأعياد وإن حصل .

وحتى مناسبات الخطوبة والزواج والولادة أصبحنا نكتفي

بإرسال باقة من الزهور مكتوب عليها عبارة أصبحت زائفة جامدة صامتة

ومستهلكة “ألف مبروك ”

ونعتذر لانشغالنا بحجم المصروفات، وغلاء المعيشة، وتكاليف العلاج

لا أدري حقاً ما هذا الجفاء بين الناس ،

ما أجمل أيام زمان  ، أيام آباؤنا وأجدادنا

كان في حارتنا راديو واحد “صندوق خشبي ذو سبع موجات”

يجتمع حوله أهل الحارة ليستمعوا إلى القرآن أو الأخبار..

وإذا صرخ أحدهم هب الجميع حوله.

ما أعذب تلك الحياة وما أقبح حياتنا اليوم

برغم ما فيها من تكنولوجيا خانقة

حياتنا الآن كل عمل يقابله سؤال صريح “ما هو المقابل”

كل حركة محسوبة، وكل كلمة محسوبة

والجميع ينادي محتجاً “على الوقت”

ألستم معي أن هذا الزمن يدمي آخر قطرات الحب بيننا

وسيقضي على شعرة معاوية في التواصل الإنساني والاجتماعي

فإلى متى ستظل علاقاتنا الإنسانية في كفة الميزان

وإلى متى علاقاتنا الاجتماعية ستبقى أرقاماً وأرقاماً فقط .

 

•      سفيرة الإعلام العربي

عن د. وسيلة الحلبي

شاهد أيضاً

“براءة العيون الجميلة الجزء 2”

بقلم د.. حسين مشيخي في لحظات عدة وأنا مع نفسي أشتاق لك شوقا جنونيا، لا …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.