مراكز الفكر تستعرض توقعاتها نحو التعافي الأخضر على منصة مركز “دراسات”

الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة : حوار التعاون الآسيوي يوفر للعالم مثالًا وتجربةً فريدةً من التعاون الإقليمي

الدمام- فتحيه عبدالله

أكد سعادة الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة وكيل وزارة الخارجية للشؤون السياسية ورئيس مجلس أمناء مركز البحرين للدراسات الاستراتيجية والدولية والطاقة “دراسات”، أن حوار التعاون الآسيوي الذي ترؤسه مملكة البحرين للدورة الحالية 2021 – 2022م، سيوفر للعالم مثالًا وتجربةً فريدةً من التعاون الإقليمي، تشمل الدروس المستفادة في ظل التداعيات المستمرة لتحدي جائحة كورونا، لتكون قاعدةً مهمةً في مواجهة أية تحدياتٍ مستقبليةٍ بفضل تكامل الجهود الإقليمية مع نظيراتها الدولية لمواجهة تأثير الجائحة.
وشدد سعادته في الكلمة الافتتاحية للندوة المرئية التي عقدها مركز “دراسات” بعنوان “الطريق إلى التعافي الأخضر – توقعات المراكز الفكرية”، يوم الأربعاء 25 مايو 2022م، على أهمية تعزيز التعاون الإقليمي، الذي يُعبر عنه حوار التعاون الآسيوي لتحقيق مفهوم الانتعاش الأخضر، من خلال تحقيق التوازن بين التدابير الصحية الاحترازية والتنمية الاقتصادية المستدامة، الأمر الذي يُمثل المُبتغى الرئيس لهذا الحوار.
ونوه سعادته بأهمية هذا اللقاء في ضوء محورية هدف التعافي الأخضر لجميع البلدان في هذه المرحلة، وصلته الوثيقة بأهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الأمم المتحدة، لافتًا إلى دور هذه المناقشات في تحديد الأولويات بالنسبة للدول وبحث مسألة التمويل اللازم للتعافي الأخضر، وتحديد أطر عملية التعاون لتحقيق هذا المفهوم على المستوى الإقليمي.
وقال الدكتور الشيخ عبدالله بن أحمد آل خليفة، إن تحدي جائحة كورونا قد أثبت بما لا يدع مجالًا للشك، أن التعاون بين الدول أمرٌ حتميٌ خلال التحديات، وأنه لا يُمكن لدولةٍ بمُفردها مهما كانت قدراتها على مواجهة التحديات منفردةً في المستقبل.

وأشار من جهته سعادة الدكتور بورنتشاي دانفيفاثانا أمين عام حوار التعاون الآسيوي، أنه على الرغم من التداعيات الخطيرة لجائحة كورونا فإنها قد أتاحت فرصًا للتعاون وخاصة في مجال التعافي الأخضر، ومن ثم فإن دول المجموعة أمامها فرصة لخلق “ما أسماه وضعًا طبيعيًا جديدًا”، وأن هنالك فرصًا لتحقيق التعافي الأخضر الآن قبل أي وقت مضى مع الحفاظ على البيئة في الوقت ذاته لافتًا إلى أن تحقيق مفهوم التعافي الأخضر يتماشى مع أجندة الأمم المتحدة للتنمية المستدامة.

وتوزعت أعمال الندوة التي شارك فيها مجموعة من الجهات ومراكز الفكر في مختلف الدول الأعضاء في الحوار الآسيوي على عدة جلساتٍ تناولت موضوعات التحديات العالمية تجاه التعافي الأخضر ودور معاهد الأبحاث في التعافي الأخضر وإشراك المجتمع المدني، واستراتيجيات التعافي الاقتصادي بعد الجائحة والتمويل الأخضر.
وتطرق المشاركون إلى ضرورة تحقيق مفهوم التعافي الأخضر الذي يتضمن تحقيق التوازن بين الاستمرار في اتخاذ الإجراءات الاحترازية لتعامل مع الوباء وتحوراته وبين انتظام أداء القطاعات الاقتصادية المختلفة التي تعتمد عليها الحياة اليومية للمواطنين.
وفي نهاية الندوة اتفق المشاركون على مجموعةٍ من التوصيات، تلاها الدكتور حمد إبراهيم العبدالله المدير التنفيذي لمركز “دراسات”، نصت على الآتي:
أولًا: ضرورة توفير منصات للنقاش بين أصحاب المصلحة بشأن خطط تحقيق التعافي الأخضر.
ثانيًا: ضرورة تنظيم العديد من ورش العمل والدورات التدريبية على المستوى الوطني في كل دولة بشِأن مفهوم التعافي الأخضر وكيفية تحقيقه.
ثالثًا: أهمية التوازن بين تحقيق التعافي الأخضر وعدم الإضرار بالبيئة.
رابعًا: توظيف التكنولوجيا ضمن خطط تحقيق التعافي الأخضر يعد ضرورة استراتيجية.
خامسًا: ضرورة إيلاء مراكز الفكر لمفهوم التمويل الأخضر أهميةً كبيرةً باعتباره العنصر الرئيسي لتحقيق التعافي الأخضر.
سادسًا: يأمل المشاركون من مراكز الفكر في التوصل لأطر مشتركة تتضمن تحديد مضامين وأهداف وسبل تحقيق التعافي الأخضر لتكون بمثابة إطار عمل شامل استرشادي يتيح لكل دولة تنفيذ تلك الأهداف بما يتلاءم والموارد المتاحة لها.
سابعًا: يتطلع المشاركون أن تكون هذه الندوة بداية حوارٍ فكريٍ ممتد بين مراكز الفكر لصياغة حلول واقعية للتحديات المشتركة التي تواجه دول المجموعة بما يعزز مفهوم التعاون الإقليمي سواء في الظروف الاعتيادية أو خلال الأزمات.
ثامنًا: أثنى المشاركون على جهود مركز “دراسات” لتنظيم ذلك الحوار الفكري الذي اكتسب أهميةً بالغةً سواءً من حيث المضمون أو التوقيت، ورفعوا بالغ الشكر والتقدير إلى حكومة مملكة البحرين وشعبها متمنين للمملكة المزيد من الازدهار كمنطلق للمبادرات المهمة على الصعيدين الإقليمي والعالمي.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

الخضيري : الميكرويف لا يسبب السرطان

روافد ـ متابعات قال أستاذ المسرطنات فهد الخضيري، إنه لا توجد دراسات ولا أبحاث تثبت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.