صحيفة روافد العربية ننقل الحدث كما حدث
مقالات مشابهة
د. هيثم محمود شاولي
مع المتغيرات التي فرضتها جائحة كورونا تدور في ذهني فكرة إنشاء مركز سعودي عالمي متخصص في الأبحاث الطبية ، يتضمن في منظومته مركز بحثي متقدم في المجال الطبي ومهمته الاستكشاف للعلوم البحثية والتدريب للكوادر والأطقم الطبية سواء من أبناء المملكة في المجال الطبي ، واقترح أن يكون دعم هذا المركز قائمًا على تبرعات رجال الأعمال والهيئات الإنسانية و الجمعيات الخيرية.
كما يمكن البحث عن معظم العلماء العرب الذين هاجروا بسبب عدم وجود الدعم والتمويل بجانب العلماء الأجانب الذين يمكن نستخلص منهم خلاصه أبحاثهم ، ويجب العمل علي تأسيس كيان مؤسسي يخضع للضوابط المالية والقانونية يسمح بجمع التبرعات ومخاطبة الكيانات المالية والحكومية لإثبات الجدية ، بجانب مخاطبة المنظمات الغير رسمية التي تعمل علي تمويل مثل تلك المشاريع ، والعمل على إعداد بروتوكول بين المؤسسة وكل المعاهد الدولية في مجال البحث العلمي لعمل دورات وتبادل الخبرات وعمل البعثات ، وتعزيز التعاون مع وزارة البحث العلمي بالمملكة في توفير كوادر وتبادل خبرات واعتماد شهادات معترف بها وتوثيق براءات الاختراع .
ولنا أن نتصور المملكة حين الوصول لاكتشاف عقار جديد أو لقاح أو جهاز جديد في مجال البحث الطبي أو الوصول إلى علاج نهائي للأمراض المستعصية مثل السرطان أو السكرى أو الضغط أو غيرها لاشك بأن مثل هذا المشروع الضخم سيكون له انعكاسات إيجابية عالميه كبيرة ليس فقط على المستوى الوطني بل العربي والعالمي ، إذ يمكن دعمه بعدة أوجه منها رجال الأعمال ، الزكوات ، والدعم الخيري من المساهمين الخيريين، والجمعيات الخيرية.
وتكمن أهمية هذا المركز في مواجهة كل الفيروسات والسعي نحو إيجاد لقاحات وقائية بجانب إعداد دراسات وأبحاث تخدم المجتمع ، فنحن في عصر نشهد بين فترة وأخرى حروب فيروسيه قاتلة ، بجانب ذلك لا ننسى بأننا نستقبل ضيوف الرحمن من كل مكان ، والأهم من كل ذلك أن الفيروسات أصبحت في وقتنا الحاضر تكتسب خاصية التحور الجيني وسرعة الانتشار.
يحدوني الأمل أن تحتضن بلادي مركز طبي متخصص خاصة للأوبئة والفيروسات والأبحاث الطبية وإعداد اللقاحات كمشروع علمي وإنساني ضخم ، وسيكون له بصمة عالمية في خدمة رسالة الطب .
أخيرا أتمنى أن أرى هذه الدعوة لهذا المشروع العظيم في خدمه الإنسانية أن يمول بجهود ذاتية وباحتضان ورعاية حكومية أسوة بما يحدث في العالم كله ، مثل مستشفيات علاج السرطان وخلافه في مصر ، فهي قائمة على التمويل الخيرى والذاتي.
حكومة خادم الحرمين الشريفين وولى عهده الأمين وضعت ضمن أولوياتها المحافظة على صحه المواطنين والمقيمين وصرفت ومازالت تصرف الغالي والنفيس في ذلك ، وحان الوقت الآن في رد الواجب الوطني بالتفاعل والمشاركة في خدمة الوطن في مشروع عالمي سيذكره ويخلده التاريخ ، ويعود منه الفائدة لأبناء الوطن كله.
