أمل مصطفى
اقترنت كلمة الاغتيال بالقتل الممنهج المنظم المقصود لشخصية ما .. ولكن بعالمنا تتعدد أنواع الاغتيالات..!!
عندما يغتال ويقتل شبابنا وخيرة جنودنا على أرضنا الحرة بكل غدر ، دون أن تتاح لهم فرصة رفع السلاح والدفاع عن أنفسهم فهذا اغتيال جسدي خسيس من جبناء ضعفاء لشرفاء سيخلد اسمهم بالتاريخ.. لكن عندما تغتال كلمة الحق والحقيقة في وضح النهار لتعلو كلمة الظلم ، ولا تجد من مدافع.. !
عند اغتيال كلمة الحب لتعلو كلمة الكره ، وعند اغتيال الحق ليعلو الكذب ، وعند اغتيال النور والعلم ليعلو الجهل ، واغتيال الحقيقية ليعلو الزيف، واغتيال المشاعر الإنسانية لتعلو الأنانية والمصلحة ، كل ذلك وأكثر يلقي الضوء على “الاغتيال المعنوي”، الذي ربما يكون أقسى وأشد وطأة من الاغتيال الجسدي ، فقد يُغتال الشخص جسديًا ، فيصبح بطلاً في نظر الناس ، أو يتعاطفون معه لأى سبب كان ، ولكن في الحالة الأخرى، فالشخص يظل ميت علي قيد الحياة يتم التربص والتجسس عليه، ويتم تتبعه والبحث في تاريخه القديم والحديث، بهدف العثور على زلة تستخدم للتشهير به وإهانته ، مقيدة كلمته و حريته، مقيد طموحه ، مغتالة مشاعره ويصبح غاية في السلبية مشوه الحضور .
إنه شعور مؤلم، طعنه في القلب دون نقطة دم واحدة ، وألم بالصدر لا يطيب..!
ما أكثر الاغتيال المعنوي في عالمنا المعاصر وفى مجتمعنا ليس فقط على مستوى المشاهير بل أصبح على مستوى العامة والأفراد وفى كافة الوظائف المختلفة ..!!
هناك الكثير من ضحايا الاغتيال المعنوي والنفسي من الناجحين ، والموهوبين ، والمثقفين، ومن الشرفاء الصامدين، أصحاب النفوس الحرة الغير قابلة للشراء، أصحاب الأثر القوي في قطاعات المجتمع ، مما أثر على شكل المجتمع فأصبح مجتمع خامد بارد المشاعر غير مبالي ينظر للأحداث بتعجب وتأسف غير مبادر ومعبر ومدافع..
هناك قاعدة مسلم بها أن نسبة الأعداء، لشخصك تتناسب طردياً مع نجاحك، ومن هذا المنطلق أناشد كل ضحية لهذا النوع من الاغتيال، وكل من تقع عيناه على هذه السطور، أن تصمدوا إذا تعرضتم لهذا البلاء احذروا من الاغتيال والإرهاب المعنوي، فهو وفاة دون قبر، والفاعل في أغلب الأحوال مجهول ، وليس منه نجاة إلا بتمسكنا بقيمنا، وأعرافنا والتحصن بالصحبة الصالحة المخلصة التي تطيب القلب وتضمد الجراح وتكون الملاذ الأمن وقت الشده وعند تغير الأيام …
رزقنا الله واياكم برفقاء الدرب المخلصين و وقانا الله من شر الاغتيال ونحن قيد الحياه ..…