سرعان ما نسينا

سرعان ما نسينا

بقلم /أحمد القاري

قبل ٧٤٥ يوماً حلّت بنا جائحةٌ عظيمة، وباءٌ كارثي أطبق على العالم فأردى الناس مرضى وقتلى، فقدنا الأحباب والأصدقاء، فارقنا الآباء والأمهات، رحل عنا الإخوان والأخوات، وصبرنا على رحيل فلذات الأكباد ، فأصابنا فزعٌ عظيم وأيما فزع، وفُرِضَ علينا الحظر والهلع ، و خفَتَ صوتُ الأذان وأغلقتِ المساجدُ، وانطفأ كل شيء جميل كان يضيء أرواحنا ، وبقينا محبوسين في منازلنا نترقب فرج الله القريب ، رأينا الكعبة وقد وقفت وحيدة يرعاها ربها من السماء ، كنا نقطع الأرحامَ فتمنّينا أن نصلها ، كنا مقصرين في بر والدينا فرجونا الله أن يجمعنا بهم ، كنا نهجر المسجدَ فتحرّقنا شوقاً لركعتين فيه ، ويمر رمضانُ ولا صدحَ للتراويح وتغريد الأئمة وختم القرآن، ويأتي بعده العيدُ والسعادة محصورة في المنازل ، والأطفال حُرموا بهجةَ العيديات ، كانت التهاني إلكترونية خالية من الإحساس..
استغفرنا الله آناء الليل وأطراف النهار ليرضى عنا الله ويزيل الكرب والخوف ، لقد كان درساً لمن يعتبر ..
لقد أدّبَنا اللهُ لندرك نعمة الحرية.. قيمة العبادة.. أهمية الوصل.. ضرورة الأمن..
فهل نسينا تلك الأيام سريعاً ؟
إن الله وعدنا بألا يعذبنا ما دمنا نستغفره ونتوب إليه.. قال تعالى : ” وما كان اللهُ معذّبَهم وهم يستغفرون “.

واليوم نودّع رمضانَ الفضيل فأبكانا وداعه ، ولا ندري أمدركوه العام القابل أم سيغيبنا التراب في بطونه، إننا بالكاد نلملم شعورنا لنفرح بالعيد.
ولم يبق منه سوى مساحة ضئيلة لاستدراك النقص واستكمال القصور فالحمد لله الذي أتم لنا فضله وكرمه إذ نرجو رحمته ونخشى عقابه، نسأله سبحانه أن يتقبل صالح الأعمال وطيّب الأقوال ويرزقنا الجنة بغير حساب، وأن يتلطف بنا ويسترنا ويخرجنا من هذه الدنيا أنقياء أصفياء أولياء، ويحمينا من الفتن فإنا ضعفاء إليه أقوياء به.

أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه
أستغفر الله العظيم وأتوب إليه

كل عام أنتم بخير

ليلة ٢٨ من رمضان 🌙 لعام ١٤٤٣هجرية

عن ريماس

شاهد أيضاً

كبري رديس

أحمد جرادي تأمل الجميع أن تسارع الجهات المعنية بكبري رديس ان تجد حل جذري وسريع …

تعليق واحد

  1. الله ..الله …لقد اصبتكم استاذي صدر الحقيقة ، فتلك هي الذكريات المريرة التي عصفت بجزء من تاريخنا كان درسا قاسيا من رب رحيم ، بتنا نتامل قبل أن نتجمل وراح كل فرد منا يذرف العبرات حزنا على مافات منا ، انخنا المطايا في بيوتنا ونحن نشاهد تلك الغراء ساكنة في جوف الوادي ..نعم كما سطرت يمينكم تمنينا وتمنينا ، عرضت امام اعيننا قصص وروايات ، ورحنا ندعوا قاضي الحاجات ..الحمد لله الذي اذهب عنا الحزن ..فهل وعينا درسنا . يارب تقبل منا وارض عنا رضى ليس بعده سخط

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.