بقلم :أمل مصطفى
عند قراءة آيات القرآن الكريم وتدبر معانيه ونحن جميعا نتسابق في قراءة وختم كتاب الله ، توقفت كثيرا عند آية في الكتاب الكريم يقول الحق سبحانه وتعالى في سورة الكهف: (قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا) .
ما أصعب هاتين الآيتين على المؤمنين ، حيث أن المؤمن مطالب بتدبر حاله وتفقد إيمانه كما يتفقد جسمه وعمله، هل توقع أحد منا أن يكون عمله غير مقبول وهو يظن ومعتقد إنه يفعل الصحيح من القول والفعل ؟؟ فالحق سبحانه لا يحدثنا عن الخسارة فقط بل الأشد خسارة ، ويا لها من خسارة حقا عندما نقف بين يدي الخالق ، وقد ضل سعينا وخسرنا خسراناً مبينا , ولم تترك الآيات المباركة المؤمنين في حيرة من أمرهم ، لقد وضح الحق سبحانه في الآية التي تليها من هم الأخسرين أعمالاً قال تعالى : (أولئك الذين كفروا بآيات ربهم ولقائه) أي إن الأخسرين أعمالاً والذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا ، هم الذين كفروا بآيات الكون الدالة على قدرة الله ، وكفروا بآيات الأحكام والقرآن والبلاغ من رسل الله وكذلك كفروا بآيات المعجزات التي أنزلها الله لتأييد رسله فلم يصدقوها ، وكفروا بلقاء ربهم يوم القيامة والبعث للحساب ووجود الجنة والنار ، لذا نحن هنا نتحدث عن قوم كافرين ضالين فكرهم وفهمهم خاطئ ، وأنفسهم المغرورة وشياطينهم التي توجههم ظنوا إنهم على صواب ويحسنون صنعاً بمحاربتهم للدين والكفر بالله وآياته لذا كانوا من الأخسرين أعمالا وحبطت أعمالهم .
وعند التأمل في واقعنا نجد أن الآية الكريمة موجهة لنا جميعا حتى نراجع أعمالنا ومعتقداتنا وأفكارنا وسلوكياتنا ،فلماذا لا يحاسب كل واحد نفسه ويقيم حياته ومسيرته بناء على هذه الآية ، وان يحتاط في كل أفكاره وأعماله بأن لا يكون من المشمولين بمفهوم الأخسرين أعمالاً، فكم من مصلحين ومحسنين ومؤمنين ومن يروجون لأنسفهم بالفضيلة ، يحسبون إنهم يحسنون صنعاً ويتبعهم الناس ويصدقوهم دون تفكير دون عرض أقوالهم وأفعالهم على كتاب الله وسنة رسوله، وكم من الناس من الدين يستهزئون بالإسلام باسم الإسلام وبالدعاة باسم الدين والغريب إنهم يتحدثون باسم الدين وهم يحاربونه في قيمه وعقائده ومناهجه. لذا يجب أن يكون المؤمن حقا على دراية بأصول وتعاليم دينه وعلى ثقة بها حتى يكون مطمئنًا ، ومن رحمة الله تعالى بنا إنه بين لنا النجاة والخلاص .
قال تعالى في آخر آية من سورة الكهف({فمن كان يرجو لقاء ربه فليعمل عملا صالحا ولا يشرك بعبادة ربه أحدا (الكهف:110) .
وهنا الصواب والإخلاص شرطا قبول العمل لذا يجب أن تعرض أعمالنا على كتاب الله وسنة رسوله حتى تطمئن القلوب أنها على الصواب ويجب أن تكون أعمالنا لوجه الله تعالى نرجو منها رضاه وهنا يكون الإخلاص .. اللهم تقبل منا صالح الأعمال ووفقنا إليها وارزقنا الإخلاص في القول والفعل والعمل …