إِلى كُلِّ أَسيرٍ…
كانَ كُلُّ ذَنْبِهِ أَنَّهُ أَحَبَّ تِلْكَ الأَرْضَ المُقَدَّسَةَ…
تِلْكَ التي تُدْعى فِلِسْطين…
مَوْطِنُ الأَدْيانِ الثَّلاثَةِ…
والتي لَها في قَلْبي أنا كُلُّ الحَنين…
أَنا… لَوْ كُنْتُ أَسيرًا…
بِقَلَم: د. ريتا عيسى الأيوب/ هامبورغ
لَوْ كُنْتُ أَسيرًا…
لَاحْتَرَفْتُ مِهْنَةَ الكِتابَةِ مِنْ خَلْفِ القُضْبانِ…
وَجُبْتُ العالَمَ كّلَّهُ… أَنا وَكَلِماتي…
وَعِنْدَها… سَأَنْتَصِرُ عَلى مَنْ سَلَبَ مِنّي حُرِّيَّتي…
لِأَنَّهُ وَإِنْ حَدَّ مِنْ حَرَكَةِ جَسدي… وَوَضَعَ القَيْدَ في يَدَيَّ… لَنْ يَتَمَكَّنَ مِنْ أَنْ يَلْجِمَ لِساني…
كَما وَأَنَّهُ لَنْ يَنْجَحَ في تَحْجيمِ أَفْكاري…
فَحَذارِ يا غاصِبي حذارِ…
لِأَنَّكَ في النِّهايَةِ… وَإِنْ احْتَلَلْتَ أَرْضي… فَإِنَّكَ سَتَنْهَزِمُ حَتْمًا… أَمامَ عِباراتي…
عِباراتي التي تَخْرُجُ مِنْ فَمي… تَكونُ مَمْزوجَةً بِدَمي… كَيْ تَصِلَ السَّماءَ… وَإِلى عِنْدِ الباري…
هِيَ التي سَتَلْقى وَقْعَها… في نَفْسِ كُلِّ مُنْصِفٍ… كانَ اللهُ قَدْ غَرَسَ الرَّحْمَةَ في قَلْبِهِ… وَهُوَ لِظُلْمِكِ لَنْ يُبالي…
وَهُوَ الذي… سَوْفَ يَسَخِّرُهُ اللهُ لِنُصْرتي يَوْمًا… وَمَهْما طالَ بِيَ انْتِظاري…
فَحَذارِ… إِذْ أَنَّ النّارَ المُشْتَعِلَةَ في صَدْري… سَتُهاجِمُكَ يَوْمًا… خارِجَةً مِنْ فيهِ ذاكَ التِّنّينِ… في ثَواني…
سَتُداهِمُكَ كَحَرْبٍ ضارِيَةٍ… وَفي عُقْرِ دارِكَ… فَبِاللهِ عَلَيْكَ… عِنْدَ حُدوثِ ذَلِكِ… أَلّا تَنْسى أَنْتَ ظُلْمَكَ لي…
لَأَنَّ الظالِمَ… وَمَهْما تَمادى في ظُلْمِهِ… سَيَأْتيهِ يَوْمٌ… وَيَنْهَضُ في وَجْهِهِ… مَنْ لَنْ يَكْتَرِثَ لَهُ… حَتّى وَإِنْ أَمْضى عُمْرَهُ يُعاني…