أمل مصطفى
هناك عمر يمضى ويرحل يومًا بعد يوم، وعمر آت لا نعلم خباياه ..! ، تتزايد فيه الأعباء والمسؤوليات التي تفقدنا بهجته ونفقد معها لذّة البدايات ونشوة المغامرة وعبث الحياة ..
مع كل فجر نشعر أنّنا كبرنا وهرمْنا كثيرًا مِن الداخل، ومع الشعور بالكبر، نحرم أنفسنا من أشياء، نتمنى فعلها ولكننا لا نستطيع حتى التفكير فيها..! حتي بالحلم والطموح غاية هدفنا وحلمنا أصبح السكينة وراحة البال..
كلنا نسير في أقدار قد كتبت لنا ، فالأقدار كالقلوب، كالرياح، لاحُكم ولا تحكُّم فيها..
في الحياة التي لا نُتقِنُ الاستعداد لمغادرتها لا شيء للصدفة، ولا شيء من فراغ..!!
في الحياه تجتمع كلّ الفصول والألوان ، هناك مفاجآت كثيرة تُخبِّئها لنا الأيّام، مفاجآت لم نكن تتوقعها ولم نحسب لها حساب ..!! قاسيه هي صفعات الحياه صفعة تلو الأخرى ولا ندري متي تتوقف عن عنفها وتعنيفها لنا …!!!
هناك عمر بين العُمريْن، نكون فيه “لم نعُد صغارًا ولم نكبر كفاية”. وهناك أبواب إنْ دخلناها لا نستطيع الخروج منها، وتفرض علينا قواعد جديدة، وتنقص حرّيّاتنا ، هناك قرارات لا تتجزّأ ، إنِ اتَّخَذْت وجبَ علينا الالتزام بكلّ أجزائها ..!
فمع كل يوم تشرق علينا شمسه ننشد الغد الأفضل المرتقب منذ مطلع العمر نحلم ونتمنى ، وكل احلامنا مخبئة في غدٍ يجود علينا بما يشاء منها ، ونحن نتأرجح بين ما نُريد ، وما يجب أنْ يكون ، بين أخذ وعطاء، ويوم لك وآخر عليك، بين حزن موجع ، يعقبه فرحٌ غامر ومشاعر حب تغمر القلب وننشدها ، وعطاء نعطيه ونتمناه ، وكره وحقد نقاوم شره”. هو العمر بين أحضان الحياة ….!
” تراه مبتسم المحيا علامات الزمن على وجهه ، يمشي بين الناس لا يرون منه إلا ابتسامة ، ووجَه بشوش رغم انحناء ظهره من ثقل الأعباء التي على كتفيه..! فسأله أحدهم عن بشاشة وجهه ورضا نفسه متعجبًا ؟ فقال مبتسمًا استحي أن أحزن وأمري بيد الله …!”