بقلم الأستاذة: امل جمعة الحامد
الفيل الذي يبدو متميزا في ظهوره ، لكم أسعدنا
بمشاهدة عروضه الشيقة في السيرك العالمي
يعكس ذلك الكائن جانبا من البهجة والطمأنينة
يبدو مسالما ، الفيلة حيوانات مسالمة بطبعها، ودودة لا تحيا بعيدا عن مجموعتها
فلمَ نراه يغادر المجموعة ليبقى مربوطا في لوح خشبي خارج خيمة السيرك بانتظار دوره ؟
ما لذي يمنعه من اقتلاع اللوح الخشبي وتمزيق تلك الحبال والتحرر ؟
القصة بدأت معه عندما كان دَغْفَلا ..
شُد هذا الصغير إلى عامودا فولاذي بواسطة سلسلة حديدية ينتهي طرفها إلى قدم الفيل الصغير، وكلما حاول التحرر شعر بالألم فكان يتراجع.. وفي كل مرة يتضاعف فيها شعوره بالألم كانت تقل مقاومته، وتوطدت علاقة تربط الألم بالمقاومة من واقع التجربة الأولى..
وبمرور الوقت انعدمت المحاولة وحل مكانها الاستسلام …
بالضبط هذا ما يحدث معي، ومعك ،ومعنا
إن للتجارب البكر وحتى الحديثة أحيانا أثرا عميقا في رسم توجهاتنا، وتحديد مساراتنا حتى أننا نفاجأ بعد مضي العمر أننا لم نزل عالقين في البداية حين ظننا أننا كنا نسير قُدما
وتتجدد الرغبة فينا للعودة لنقطة البداية، لا لشيء في عالمنا الحاضر إنما لِما كان في الماضي نقطة التقاء ذاتي..
فهل نعود كما كنا أم نبقى كما نكون؟!