عبدالعزيز العنزي: روافد
لحظات تاريخية امتزجت بين الفرح والسعادة لإنتهاء حقبة زمن الجائحة والتي استمرت ما يقارب ١٨ شهرًا والعودة بكامل الطاقة الاستيعابية للحرمين الشريفين، وبين المراحل الصعبة التي شهدها المسجد الحرام والمسجد النبوي أبان ذروة جائحة. نجحت رئاسة الحرمين بالتعامل الاحترافي التشغيلي والخدمي والاحترازي والوقائي ليعود الطائفين والقائمين والركع السجود والزائرين لأقدس بقاع الأرض آمنون مطمئنون ، وفي الوقت نفسه محترزون ومحتاطون بحسب التوجيهات الصادرة بوضع الكمامات والتي شدد عليها مجددا الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ / عبد الرحمن السديس عندما طالب بعدم التراخي وعدم التساهل في تتفيد الإجراءات الإحترازية في مرحلة ما بعد العودة بكامل الطاقة التشغيلية للحرمين.
وقد اتجهت أنظار المسلمين كافةً باتجاه المسجد الحرام والمسجد النبوي بعد صدور التوجيهات لاستقبالهم بكامل الطاقة الاستيعابية وسط جاهزية واستعدادات متكاملة من رئاسة الحرمين التي جندت وكالاتها بكامل طاقاتها البشرية والآلية لتنفيذ خطة العودة الكاملة من خلال منظومة متكاملة من الإمكانيات والخدمات التي تسخرها للمحافظة على سلامة قاصدي المسجد الحرام وتسهيل مناسكهم وعباداتهم في أجواء روحانية وآمنة ومطمئنة للحاصلين على جرعتي لقاح كورونا بتوجيهات مباشرة من الرئيس العام للمسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ/ عبدالرحمن السديس الذي تابع اللمسات الأخيرة التي وضعتها الرئاسة لإستقبال قاصدي بيت الله الحرام.
هذا ووثقت رئاسة الحرمين اللحظات التاريخية بدء سريان قرار تخفيف الإجراءات الإحترازية في المسجد الحرام، مع الساعات الأولى من صباح الأحد. وأظهرت مقاطع الفيديو، مشاهد مبهجة من صلاة فجر أمس الأحد، فيما قال إمام المسجد الحرام للمصلين “استووا. اعتدلوا. تراصوا. أقيموا صفوفكم وسدوا الخلل”، وهي العبارة التي غابت عن مسامع المصلين طوال نحو عامين، بسبب إجراءات التباعد في أعقاب جائحة “كورونا “.
لم تكن لحظات تغيير الحواجز البلاستكية حول الكعبة المشرفة والتي وضعت مع بداية ظهور جائحة فايروس كورونا، لحظات عادية لمنسوبي رئاسة الحرمين فقد ارتسمت الفرحة الغامرة وهم يقومون بإزالتها ووضع حواجز شريطية ، بهدف تغير الهوية البصرية للكعبة المشرفة وصحن المطاف بشكل مميز وجميل.
وشدد الشيخ/ عبد الرحمن السديس على ضرورة تطبيق ما ورد في البيان والتزام جميع العاملين والزائرين بارتداء الكمامة في جميع الأوقات وفي كافة أروقة الحرمين الشريفين، والاستمرار في استخدام جميع التطبيقات الرسمية لأخذ مواعيد العمرة والصلاة في المسجد الحرام والروضة الشريفة بالمسجد النبوي، لضبط الأعداد مطالبًا في نفس الوقت من قاصدي الحرمين الشريفين بالتعاون مع الجهات المعنية والعاملين بالحرمين الشريفين.
من جهته قام مساعد الرئيس العام المكلف وكيل شؤون المسجد الحرام الدكتور/ سعد بن محمد المحيميد بجولة ميدانية داخل المسجد الحرام والمطاف للاطمئنان على الجاهزية التامة لإستقبال المعتمرين والمصلين في المسجد الحرام، بكامل الطاقة الاستيعابية لضمان تطبيق الإجراءات الاحترازية . وشدد على عموم العاملين بالمسجد الحرام بتطبيق جميع الإجراءات الاحترازية والتقيد بجميع التعليمات والتوجيهات الصادرة من الجهات المعنية بمكافحة فايروس كورونا المستجد حيث رفعت الرئاسة العامة حالة الاستعداد للقوى العاملة وعمليات التعقيم والتطهير وتجهيز المئات من مضخات التعقيم، فضلآ عن استمرار التباعد ولبس الكمامات وحجز المواعيد للعمرة والصلاة من خلال التطبيقات الإلكترونية الرسمية (اعتمرنا، توكلنا).
وبدا منظر منسوبي الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي بإزالة ملصقات التباعد الجسدي داخل المسجد الحرام والتي اعتمدتها الرئاسة العامة مع بداية الجائحة ، كمشهد تاريخي أنهى زمن الجائحة التي أدت إلى هزّة ارتدادية عالمية أعادت العالم إلى واقع شديد القساوة حيث سببت أكبر ضرر اقتصادي وسياسي واجتماعي، لم تشهده البشرية منذ الحرب العالمية الثانية. إلا أن قيادة المملكة سخرت كافة امكانياتها للتعامل وفق البروتوكولات الصحية العالمية للتصدي للجائحةً وفق الإجراءات الاحترازية واستخدام التقنية الذكية والروبوتات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الحديثة لخدمة قاصدي الحرمين الشريفين والحجاج خلال جائحة كورونا والتي لعبت دورًا كبيرًا في تعزيز عمل منظومة الرئاسة وتحسين الاداء التشغيلي وفق الرؤية ٢٠٣.
لقد مر العالم بمرحلة الفوضى الانتقالية، وجائحة كورونا التي خلطت الأوراق هي أكبر شاهد على تلك التحولات المتسارعة إلا أن قيادة المملكة التي اتخذت قرارات استباقية مؤلمة مع بداية الجائحة مكنت المملكة من تجاوز الأزمة العالمية واليوم نجني ثمارها بعودة الحياة الطبيعية حيث كان هذا القرار محل ترحيب عالٍ في الأوساط الداخلية والمحيط الإسلامي.