وجدي عبدالجليل نجدي – جدة
في إطار جلسات مؤتمر السرد السكندري في ظل كورونا2021، والتي عقدت الاثنين ٢٠سبتمبر ، الجلسة الخامسة لمختبر السرديات في مكتبة الإسكندرية، والتي تقام “أون لاين” من الساعة 6 إلى 9 مساء، وتناقش العديد من أعمال المبدعين السكندريين، أولها رواية “قلب لاجىء” للكاتبة المبدعة إيمان منتصر، والتي تناقشها رضوى جابر، ورواية “ما يشبه القتل” أحمد الملواني، ويناقشها د.سالم الفائدة من (مختبر السرديات بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بنمسيك، جامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء بالمغرب)، ورواية “كفاكم همسا” لأماني عز الدين، ويناقشها عماد مجاهد من (مختبر سرديات المنصورة).
كما تناقش الجلسة رواية الكاتب شريف عابدين “دمية أفروديت” مناقشة كريم عرفان، ومجموعة قصصية للكاتبة فاطمة البرجي بعنوان “غيبوبة” مناقشة د.وافية الحملاوي من الجزائر. ومجموعة للكاتب مجدي عبد النبي بعنوان “انقضاض” مناقشة محمد الحديني، وأخيرا رواية للكاتبة نهى بلال بعنوان “الحالة آزو” مناقشة د.عبد الغفار المادح من (منتدى الرواية السودانية).
يذكر أن رواية “قلب لاجىء” لإيمان منتصر صادرة عن دار المثقف للنشر والتوزيع، وتحكي عن “لميس” الصحفية المتمردة على الحياة والواقع قبل الزواج والتي تكافح من أجل حياة غير تقليدية، وتدافع عن حق المرأة باتخاذ القرار المناسب لها، فترفض المجتمع الذكوري المتسلط من وجهة نظرها، وتتزوج برجل أعمال فاسد وله علاقات نسائية كثيرة، لا تستطيع العيش بظل هذا الرجل، أصبحت تعاني من فقد اللهفة على الأشياء وغرقت في مستنقع الوحدة بعد الزواج، لتتعرف على شاب يروق لها، أحمد الذي يظهر لها بأنه الفارس الذي جاء من زمن الفضيلة لينقذها من براثن زوج متهور، لكنها في قرارة نفسها تعرف بأنه أيضاً لا يختلف عن زوجها (كلكم تشبهون بعض) هكذا ردت عليه عندما حاول أن يتقرب إليها كثيراً.
تتدرج الروائية وعلى لسان لميس الشخصية المركزية في الرواية بإدخال القارئ أو تحويله لمشاهد أمام فيلم سينمائي، تلك الفراغات الصغيرة التي أقحمت القارئ – ليدخلها – كانت تماما تشبه آلاف الشجيرات الصغيرة داخل غابة من الكلمات ليصل إلى الشجرة الأم (الحدث) الرئيسي التي تتحدث عنه الرواية.
جاءت الأحداث كلها على لسان لميس فكانت هي الراوية لمجمل تلك المشاهد في مخيم الزعتري، المكان الهندسي والحميمي الذي شيدته الروائية بكثير من الخوف وكثير من الألم الذي جاء على لسان ضحايا الحرب واللجوء.
واستطاعت إيمان منتصر في روايتها “قلب لاجئ” أن تنقل صور البشاعة التي وصل اليها العالم المتحضر في التعامل مع قضية إنسانية سببها الحرب، وهي صرخة مدوية جاءت من شخصياتها الأسيرات واللاجئات بفعل العنف المجاني، الذي ذهب ضحيته فقط الأبرياء.