بقلم الأستاذة: صباح العنزي: طريف
رقصة الحاشي هي فن من الفنون الشعبية ومرتبطة ومصاحبة بطريقة مباشرة بِرقصة الدحة المشهورة، وظهرت رقصة الحاشي حسب مايتناقلهُ الرواة منذُ القدم في بلاد الشام من العراق مروراً بـ سوريا والأردن إلى فلسطين وشمال شبة الجزيرة العربية آنذاك والتي حالياً جزءاً لايتجزاً من المملكة العربية السعودية، ولكل عشيرة بعض العادات والتقاليد التي لاتُغير مضمون وقاعدة هذهِ الرقصة بشكل كبير، الحاشي هي امرأة يأتي بِها أحد أقاربها كـ والدها أو أخيها أو المُضِيف للمحفل محتشمةً بلباسها وفي متناول يدِها سيف ويُجعلُها امام صفوف “الدحة” والصفوف في وضع الصمت، والمرأة في حالةً تُسمى ربط الحاشي ومن ثُمّ يتقدم أحد الشُعراء بتحفِيُزها بالشعر المناسب اللائق في مدحِها والثناء عليها وعلى والدها وعشيرتها إلى أن تقوم وترقص، وتُسمى هذهِ الحاله أو الفقرة من سيناريو الرقصة بِشراء الشاعر للحاشي، فإن تحمست المرأة وتجاوبت مع الشاعر وقامت للرقص فهذا نجاح وأنتصار للشاعر ويُعتبر من الشعراء المؤثّرين، وإن لم تقوم المرأة فتصبح النظرة للشاعر من الأخرين معاكسة ويأتي غيرهِ للشراء أيضاًإن كان شاعراً أو من يستطيع الشراء بعروض أخرى كالمال أو أغلى المواشي كالإبل إلخ، في حالة تتأثر المرأة وتقوم للرقص تبدأ رقصة الدحة وإطلاق الصفوف صوت مشابه إلى صوت زئير الأسود أو هدير الجمال متجاوبين ومرددين كلمات الشاعر منتعشين بنجاح التأثير على الحاشي، ومن ثم يخرج من الصفوف أحد الرجال لِمُبارزتِها بِحذرٍ متمسكاً بالشيّم والمباديء التي لاتخالف قانون هذهِ الرقصة.
ويُقال حسب مايتناقلهُ الرواة في العصور القديمة بإن الحاشي لدى بعض قبائل تلك العشائر وليس الكل هي بنت الشيخ أو عقيد القوم أو من له مكانةً مرموقةً بالمجتمع، ومع مرور الزمن وتثبيت سيادات الدول والمساواة بين فئات المجتمع أصبحت هذهِ الرقصة للعامة من الناس وفي مقدمة مناسبات الإحتفالات العشائرية في المواقع التي تم ذكرها، إلا إنهُ منذُ أربعة أو ثلاثة عقود بدأت تتلاشى تدريجياً وشبه أنقرضت لدى البعض وذهبت رقصة الحاشي وبَقِيت الدحه