د.هيثم محمود شاولي
استبشر العالم خيرًا بقرب وصول لقاحات كورونا الذي تسبب في إصابة الملايين من البشر ، وأودى بحياة أكثرمن مليون ونصف المليون فرد في كارثة وانهيار اقتصادي ،وتسبب فى ركود عالمى لم تشهدها البشرية في التاريخ.
ونحن في بلادنا ولله الحمد نترقب وصول التطعيم الذي سيكون وفقًا لتصريحات وزارة الصحة مجانًا لكل مواطن ومقيم ، إذ إن طموح الوزارة بأن يغطى اللقاح معظم المواطنين والمقيمين .
ومن الطبيعى أن يكون التطعيم فى البدايه للاطقم الطبية ، و من لديهم أمراض مزمنه ، أو أمراض تخص المناعة والرئة والقلب والدم وكبار السن .
وللأسف – ما يحز في النفس – الأخبار المعادية من جهات أراها أنها ضد الإنسانية التى تزداد كل يوم شراسة ، مع اقتراب وصول اللقاحات والتي تهدف إلى إثارة البلبلة وزرع الخوف في نفوس أفراد المجتمعات بأن هذه التطعيمات سوف تكون سببا في خلل جيني ، يمكن أن يسبب أمراض سرطانية ، أوتشوهات خلقيه أو أمراض خطيرة..
ونجد فئه أخرى تقول أن اللقاحات تحتوى على شريحة صغيرة لاترى بالعين تزرع بجسم الإنسان ، والهدف منها السيطرة والتحكم على العقل والتفكير وجميع أجهزة الجسم ، وبالتالى سنصبح كريموت كنترول سهل قيادته.
وفئه أخرى هى اصلا رافضة فكرة اللقاحات ، بحجة أن هذا المرض مصنع ، والهدف منها إجبار الإنسانية بأخذ هذة اللقاحات لدمار البشرية
وأنا كطبيب استغرب من هذة الخرافات اللا منطقية تمامًا من هؤلاء المعاديين والمحاربين ، الذين لا نعرف من هم ومن ورائهم ، وماهى أهدافهم من ترويج وتبادل تلك المقاطع القصيرة والرسائل المخيفة عبر مواقع التواصل الاجتماعي ، والتي لا أساس لها من الصحة ، وكلها افتراءات تهدف إلى إخافة البشر حتى يتجنبوا التفكير في أخذ اللقاح ، ولكن يجب علينا وعلى مجتمعات البشرية التسلح بالإيمان والقوة والعزيمة وعدم الالتفات إلى هؤلاء المعاديين ، وعند وصول أي رسالة واتس أو الإيميل يجب إيقافها فورًا وعدم الاندفاع نحو إرسالها الى الآخرين، حتى لا يكون الفرد سببًا في حرمان أحد من التطعيم وحماية نفسه .
أمابالنسبة لى سأكون باذن الله من الأوائل لاخذ التطعيم حيث سبق لى أن أصبت بالكوفيد ١٩ آثناء الكشف على أحد المرضى المصابين
وفهمت مدى خطورة و شراسه هذا المرض ، بحكم عملى الذى أدى إلى استشهاد كثيرمن المرضى – يرحمهم الله جميعا- ، وأتمنى أن نشدد على الإجراءات الاحترازية بأكثر فعالية ، بالذات فى هذة المرحله الحساسه ، وذلكحرصا على سلامتكم
واتمنى وصول اللقاحات قبل وصول الموجه الثانية التى انتشرت فعليا فى أوروبا ،وأمريكا قبلنا حيث حصدت آلاف الوفيات يوميا .
وأخيرًا.. أؤكد أن التوصل إلى لقاحات كورونا لم يكن من باب الصدفة ، بل نتيجة أبحاث وتجارب سريرية بدأت منذ انتشار الجائحة ومستمرة إلى يومنا هذا ، فكم من المتطوعين في التجارب تم إعطائهم اللقاح وهم بخير ويعيشون بأمان واطمئنان وأصبحوا يحملون مناعة ضد المرض ، والدول الآن على وشك تصدير هذه اللقاحات ، وقد بادرت مملكتنا الغالية في توفيره في أقرب وقت ، حتى نستطيع أن نعيش ونستمتع بحياة طبيعية جميلة من غير كمامة أوخوف أو قلق ، والتى اتحرمنا منها قرابه عام ، لايحسب من اعمارنا ،وفيه فقدنا أغلى الأحباب والأقارب ..
أسال الله الحماية للجميع ، وأن يرفع الوباء من كوكب الأرض ، “أنه سميع مجيب”.