الفتاة المسلمة

بقلم/ بدرية المحمدي

تعيش الفتاة المسلمة في عصرنا الحاضر وضعاً صعباً تواجه من خلاله جملة إشكاليات وتحديات تهدد وجودها النفسي وتأثيرها الاجتماعي وشخصيتها الإسلامية الواعية ..

فهي تقف أمام تحدي داخلي من خلال بعض مظاهر اللامبالاة التي تحيطها بها بعض الأسر نتيجة غياب الوعي الكافي بدور المرأة واهمية وجودها كحاضن للمجتمع المسلم وحارس أمين لكيانه ..

وهي تعاني من مشكلات في التعامل السليم مع أسرتها ..الأم والأب والأخوة..وانتقالاً إلى الصديقة التي تتعامل معها بمعزل عن الأسرة التي تشعر بعدم قدرتها على فهم مشاعرها، فتتحول الصديقة في كثير من الأحيان إلى بوابة لتشكيل صورة نمطية سيئة عن الحياة قد تقودها إلى الانحراف..مروراً بتحولات مرحلة المراهقة وما تحتاجه من مقومات معرفية مهمة لتجاوزها إلى بر الأمن والإيمان..

انتهاء بعجلة التشويه المركز الذي تطالعه عبر الانترنت والفضائيات لصور تروج على أنها نماذج لنساء عصريات تختفي ورائهن صور الحياء وتتكشف المرأة الغربية كقائد للرذيلة مما أجج في بعض الفتيات ونتيجة ظروف موضوعية تجمعت أمامهن الانبهار بالنموذج النسائي الغربي والانجرار خلف أبهة هذه الظهور الهش..
فمن طبيعة الإنسان سواء كان رجلا أم امرأة .. صغيرا أم كبيرا .. أن يكون لكل واحد منهما همومه وأحزانه وأفراحه وأتراحه .. ويختلف كل واحد منهما عن الآخر على حسب ما يلي :

1 ـ العمر :
فنجد مثلا هموم الفتاة ما قبل سن المراهقة تختلف عن همومها ما بعد سن المراهقة ..
أو هموم الفتاة تختلف عن هموم المرأة الكبيرة في السن ..

2 ـ المجتمع الذي تعيش فيه :
فهموم فتاة أو شاب القرية والذي يسكن في مدينة ريفية يختلف عن ذلك الذي يتربع في وسط العاصمة ..
وكذلك هموم الفتيات اللاتي من مجتمع ديني ملتزم تختلف همومهن عن فتيات من مجتمع غير ملتزم ..

لأن لكل ذلك تأثيره الكبير على بني آدم .. فالمجتمع والمؤثرات هي التي تشكل شخصية الفرد بل وهي التي تنمي تلك النفس” نفسية الإنسان ” وتسيطر عليها .. وليس الإنسان هو الذي يسيطر على المجتمع أو المؤثرات كما يتفوه بها البعض ..

3 ـ على حسب علمها وثقافتها :
نجد مثلا هموم الداعية تختلف عن هموم المرأة العادية
هموم المتعلمة تختلف عن هموم الجاهلة
وهكذا ……..

وبعد كل هذا .. نقول :
وأيضا تلك الهموم نفسها تختلف فيما بينها .. فمثلا نجد – في سن واحدة – أن هناك هموم تتعلق بأشياء دنيئة كمثل تعلق الفتاة بلاعب أو ممثل أو غير ذلك عافانا الله من ذلك .. أو هموم دنيوية فأضحى لكل واحد هم من هموم الدنيا يتبعه ويجري خلفه !

أو نجد هموم يسطرها التاريخ ، وتحفظها الأمجاد ، كمن أضحى قلبها معلقاً بالآخرة فهي تعمل لها حتى ملكت لبها وعقلها ..
أو تلك التي تحمل هموم أمة محمد صلى الله عليه وسلم التي تذبح كالشياه وتُسال دمائهم وتراق في الطرقات بلا مراقبة لجبار السماوات والأرض لا حول ولا قوة إلا بالله .. أو نجد من تحمل هم الدعوة وتبليغ الرسالة وغير ذلك ..

أو نجد هموم شخصية كمثل هم مرض أصابه أو هم العمل والوظيفة وغير ذلك وهذا الهم بذاته لسنا في محل الحديث عنه الآن وبعد ذلك ……..
وكما ننظر في مجتمعنا الآن .. وفي زماننا هذا زمان الفتن والمغريات .. نجد في المدارس وفي
المجتمعات أن غالب هموم الفتيات تتعلق بشيئين لا ثالث لهما :
1 ـ فتيات همهن بتلك الممثلة فلانة أو الممثل فلان أو الجري وراء الموضات والأغاني الماجنة سواء عن طريق الفضائيات أو عن طريق أشياء أخرى .. وبذلك نجد نفوسهن ضيقة يعلوها الكآبة وكل هذا نتيجة للبعد عن الله تعالى وصدق الله سبحانه وتعالى ( ومن أعرض عن ذكري فإن له معيشة ضنكا ).

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

الكل حكيم ما دامت القصة ليست قصته

حمساء محمد القحطاني _الأفلاج في الأدب العربي القديم، تبرز قصص حروب البسوس كأحد أروع الأمثلة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.