بقلم:فاطمة السويّح الشمري
ربما استلقيت يوما في المساء خارج المباني.. في صحراء، أو في استراحة، أو شاليه. ورأيت السماء صافية، والنجوم تتلألأ هنا وهناك، والسكون يغطي المكان، والهدوء يملأ قلبك وعقلك..
ربما أغمضت عينيك، وتخيلت حجمك بالنسبة للمنطقة التي كنت فيها، ثم تخيلت حجمك بالنسبة للكرة الأرضية!!لابد أنك شعرت أنك تلاشيت، فحجمك لا يمكن رؤيته مطلقا من خارج الكرة الأرضية!
ثم امتد بك الخيال لتقارن حجمك بحجم المجرة ومافيها من شمس وكواكب وأقمار، وربما سرحت بخيالك قليلا لتحاول أن تقارن حجمك بحجم المجرات و شموسها.. لقد تلاشيت تماما.. وتلاشت معك حتى الجبال والصحاري التي تحيط بك!
احمل معك دائماً هذه الفكرة: في الحقيقة نحن لاشيء.. أجسامنا، أحجامنا، ملابسنا، بيوتنا.. كلها في الحقيقة .. لاشيء!
إذاً لماذا نحن هنا؟! لقد جعلنا الله على هذه الأرض ليس لأننا مهمين، فنحن في الأصل لا أهمية حقيقية لنا! إننا هنا لأن لكل منا دوراً عليه أن يؤديه، وهذا الدور لن يفيد -في الواقع- أحداً غيرنا..!
إن أدوارنا تتمحور في تلك البقع المضيئة التي نضعها على الأرض، في الحقيقة لا يراها غيرنا سوى الله سبحانه وتعالى.
البقع المظلمة التي ترسمها وتلونها بالشر والسواد والبؤس والظلم والطغيان في الأرض، لن تضر أحداً سواك.. فأنت في حقيقتك.. لا شيء يذكر!!