بقلم / ريم آل شرّاع
نواكب في القرن الواحد والعشرون توسعًا تكنولوجيًا هائلًا، حيث شهدنا تطورا عظيما في استخدام التقنية ووسائلها المتعددة، التي شغِلت مقام الإنسان في بعض الأحيان، فمن كان ليصدق ولو لوهلة أنه يمكن رؤية عزيز عليه وهو في الجانب الاخر من الكرة الأرضية! ومن كان يعتقد أن بإمكاننا شراء الخدمات والمنتجات من شاشة لا تتجاوز أبعادها 19:9مم ! كل هذا يتم عبر عمليات خوارزمية معقدة، لا يفقه فيها إلا خبير في التقنية المعلوماتية الضخمة والمتشابكة.
الجدير بالذكر أن مع هذا التطور الخلّاق، والأسبقية الباهرة، إلا أن هناك ما قد يعكر صفو الأفراد المستخدمين لهذه التقنية، حيث لا أحد منا يرغب باختراق خصوصيته، ولا تستطيع الجزم بأنك غير مراقب بطريقة مباشرة أو غير مباشرة!
غايتي من التطرق لهذا الجانب ليست لإثارة الحجة على ما أصبح مُسيّرًا للحياة، بل أسعى لتوضيح ماهية الخصوصية التقنية وكيف من الممكن إدارتها بشكل سليم.
عرّف نيرسون الخصوصية ” التحفظ الذي يمكّن الشخص من عدم تعريض شخصيته للجمهور دون موافقة”، وندرك أن معلوماتنا الشخصية تعني أسماءنا وأعمارنا وأرقام هواتفنا وأيضًا الهوية الوطنية وبيانات السكن، فكيف يمكن أن نحمي أنفسنا من اختراق خصوصيتنا والحفاظ على معلوماتنا من الاعتداء والضرر؟
أوصت هيئة الاتصالات والمعلومات بأنه يجب التأكد من أي موقع يطلب منك معلوماتك الشخصية، والبحث عن الموقع والتأكد من أمانه بحيث يمثل منشأة معروفة، قراءة سياسة الخصوصية بعناية؛ حيث أن بعض المواقع تسمح التصرف بالبيانات الشخصية للعميل، والحذر من التعامل مع أشخاص في المواقع الافتراضية، حيث تتنامى الجرائم الالكترونية من المواقع والأشخاص المشبوهين الذين يستخدمون الانترنت كغطاء للاستغلال وخصوصًا الأطفال الذين يُستهدفون من الألعاب الالكترونية والتطبيقات المشبوهة.
كما يفضل عدم ارسال معلومات شخصية إلا لمواقع تستخدم بروتوكول التشفير التالي (HTTPS) لأن بروتوكول التشفير يعتمد على شهادة إلكترونية تصدر من جهة مستقلة تتأكد من هوية الموقع قبل إصدارها، وتنتقل البيانات داخل قناة مشفرة، بحيث لا تسمح لأي أحد الاطلاع عليها أثناء انتقالها، وللتأكد من ذلك ملاحظة الرابط الالكتروني عند البحث في المتصفح أو وجود قفل عند عنوان الموقع، هذي بعض الطرق التي تحدّ من خطورة استخدام البيانات الشخصية للمستخدمين.
كل هذه الإرشادات تصبّ في مصلحة الفرد وحماية خصوصيته من الاختراق والانتهاز، حيث أنه لا مناص من الانترنت، والحاجة إليها أصبحت متعاظمة ومهمة للفرد والمؤسسات والحكومات، فهي سلاح ذو حدين ويجب إدارتها من خلال الحذر والتعامل معها بجدية وحرص.