الدكتور طلال بن سليمان الحربي – الرياض
لا شك ان ما حدث خلال العام ونصف العام المنصرم ابان جائحة كورونا, لهي احداث وتطورات دقيقة ومفصلية, بل تكاد تكون خطيرة من الناحية التقنية والإنتاجية, وما قامت به حكومة سيدي خادم الحرمين الشريفين من إجراءات تنفيذية على ارض الواقع, لمواجهة هذه الجائحة وتوابعها, انما هي إجراءات تنم عن اهم سياسات الدولة الحديثة, الا وهي الاستعداد المسبق لاي طارئ قد يحدث, والقدرة على توقع المستقبل بشكل سليم, ومن ثم اتخاذ القرارات المناسبة في الوقت المناسب, وهذه السياسات التي اتبعتها حكومتنا الرشيدة, اثبت صحتها ومدى الالتصاق القريب بنجاح التوقعات.
لندخل في صلب موضوعنا وفقا لعنوان هذا المقال أعلاه, والحديث هنا عن هيئة الطيران المدني بفترتيها الأولى في عهد رئاسة معالي الأستاذ عبد الهادي المنصوري, وهي الفترة التي سبقت جائحة كورونا وامتدت حتى شهر مارس من العام الحالي 2021, والتي انتقل فيها المنصوري من الطيران المدني الى وزارة الخارجية, ليتولى عمله كمساعد لوزير الخارجية للشؤون التنفيذية, وفي هذه الفترة كنا على تواصل مستمر مع الأستاذ عبدالهادي, والحديث هنا بلغة الخطابة يشمل على العموم تواصلنا كمهتمين بالشأن العام في المملكة, وعلى وجه الخصوص فيما يتعلق بذوي الاعاقة , وكان معاليه متجاوبا متفهمها الى اقصى درجات التفهم, ومتعاونا, ويبحث دائما عن الحلول, ويسألنا دائما عن المشاكل والمعوقات, ودائما ما كنا نجد لديه الاستعداد لتجربة الحلول وليس الاكتفاء بذكرها او عنونتها, ولا شك ان الحديث عن عبد الهادي المنصوري بناء على مسيرته المهنية, حديث يمتد ويطول, وعلى الأخص في قطاع النقل العام, والرجل لديه بصماته وانجازاته, وواكب التطور الكبير الذي شهدته المملكة مع انطلاق رؤية 2030, بل وكان وما زال من رجالات حملة التطوير ورجالات الرؤية.
واليوم وقد اصبح المنصوري في وزارة الخارجية, بدور ومهمات جديدة, ارتأت القيادة ان المنصوري اصبح جاهزا لكي ينتقل الى مجال وطني سيادي حيوي, وان خبراته التنظيمية والإدارية أصبحت ضرورة ملحة في وزارة الخارجية, فإننا ما زلنا نتأمل من معاليه ان يكون كما كان سابقا, داعما قويا لملف ذوي الاعاقة , وهو يعي جيدا اهم المعوقات والتطلعات والطموحات في هذا الملف, ولا شك ان احتياجات ذوي الاعاقة في مرافق وخدمات وزارة الخارجية, انما هي واقع سنسعى للعمل عليه, مع كل الشكر لكافة كوادر وزارة الخارجية الذي لم يقصروا يوما, وكانوا على تعاون وتفاهم إيجابي مستمر, ولكن اليوم وقد التحق المنصوري بهم, فإننا نتطلع الى مزيد من النتائج الضرورية الملحة الإيجابية, سواء في مرافق وخدمات وزارة الخارجية داخل المملكة, او في كل بقاع العالم التي يرفرف العلم السعودي فوق مقرات ملحقاتنا السياسية من سفارات وقنصليات ومكاتب تمثيل.
وعلى نهج النتائج المنتظرة, نعود الى الفترة الثانية من هيئة الطيران المدني, والتي يتولاها الان معالي عبدالعزيز بن عبدالله بن عبدالعزيز الدعيلج, ومعاليه يمتلك مقومات الإدارة الاقتصادية والاستثمارية, وسيرته الذاتية توضح جيدا انه يمتلك من الخبرة المناسبة التي جعلته ينال ثقة ولاة الامر يحفظهم الله, لكي يتولى إدارة هيئة الطيران المدني حاليا, خاصة بعد تدهور قطاع الكيران على مستوى العالم كله على خلفية كورونا وتوابعها, ولكي تعيد انعاش قطاع تاثر وتداعى, فلا بد ان تبدا بعملية إعادة البناء او التصحيح وفقا لقواعد السوق والاقتصاد, ووفقا لنظريات الاستثمار, وهذا هو نهج رؤية 2030, الرجل المناسب في المكان المناسب في التوقيت المناسب.
والتأملات المشروعة اليوم في قطاع الطيران المدني ومن هيئته ومن رئيسها الجديد, هي تأملات استمرار العمل على ملف ذوي الاعاقة , خاصة وان معالي الدعيلج يمتلك خبرة ممتازة في مجالات العلوم التنقية والتكنولوجية, وبالتالي فان المزيد من التطبيقات والبرامج, إضافة الى المزيد من تحسين العمل الميداني والمرافق, والاهم تواجد متخصصون في مجال ذوي الاعاقة حول رئيس هيئة الطيران المدني الجديد, لكي يقدموا له المشورة والنصيحة, وكما كان هو رجل المرحلة بخبرته وامكانياته وقدراته لإدارة هيئة الطيران المدني بعد الهبوط الكبير خلال فترة كورونا, فان ملف ذوي الاعاقة وخاصة في قطاع النقل بشكل عام, وقطاع الطيران بشكل خاص, يحتاج الى خبراء متخصصون يمتلكون من الخبرات اللازمة والمناسبة, لكي يساهموا في المزيد من الإنجازات وتحقيق المزيد من الابداعات في تمكين ودمج ذوي الاعاقة .