الدكتور طلال بن سليمان الحربي
ليس فقط لأنها العاصمة، وليس لأنها مربط الخيل ومربط كل حل وسلام وأمان، بل لأنها الحبيبة والعشيقة وراعية كل هوى وصبا، هي الرياض السعيدة دائما بإذن الله تعالى، لهذا فكل من تعلق بها وجد لزاما عليه أن يخدمها ويفتديها بكل غال وثمين، نريد لها الأفضل والتميز الأكثر تميزا، ومن هنا نرسل هذه المقالة إلى سمو أمين الرياض، الذي هو بمثابة الحارس الأمين على واقع المدينة ومستقبلها بضمان الازدهار والتنظيم السليم والتخطيط الإيجابي، ونكتب هنا في هذه المقالة عن دور الأمانة في تطبيق برنامج الوصول الشامل الخاص بالأشخاص ذوي الاعاقة .
لا شك أن سمو الأمير فيصل بن عبد العزيز العياف أمين منطقة الرياض، يولي موضوع الوصول الشامل أهمية كبيرة، وليس بغريب على سموه وهو من أسرة ذات الخبرة الطويلة في العمل الحكومي والبلدي وخدمة المملكة بشكل عام والرياض وأمانتها خصوصا، فيصل بن عبدالعزيز العياف يتعامل مع ملف ذوي الأشخاص ذوي الاعاقة بنظرة علمية بحتة، فهو يعي جيدا أن تطور المدينة وتقدمها على مصاف المدن على المستوى العالمي، لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال الاهتمام بكافة التفاصيل والجزئيات، وأن المدينة التي لا يكون فيها كل سكانها وزوارها قادرون على الوصول والاندماج، تبقى مدينة غير متطورة وغير قادرة على الدخول إلى المستقبل بتطوراته وانتاجيته.
كل المسؤولين بأمانة الرياض على اطلاع تام حول برنامج الوصول الشامل، والرغبة حاضرة بشكل أكيد، والقواعد الأساسية متواجدة، لكن كان ينقصنا عامل البدء بالعمل والتنفيذ على أرض الواقع، ولعل التأخير في مرحلة سابقة كان له عدة أسباب من أهمها:
عامل الوعي حول أهمية تطبيق هذا البرنامج، وعامل التكلفة المصاحبة لتطبيق هذا البرنامج، والآن وقد علق سمو الأمين الجرس وبدأ بتطبيقه بشكل قانوني تشريعي، فإن عامل التكلفة أصبح عامل تكلفة إنتاجي، بمعنى أنه كلما سارعت في تطبيق الوصول الشامل كلما زادت إنتاجيتك وإيراداتك، والحديث هنا عن القطاع الخاص بشكل مخصص.
أما عامل الوعي، فالأمر يحتاج إلى حملة توعوية كبيرة جدًا محددة الأهداف والفترة الزمنية، ولكي يكون التأثير أكبر وأسرع، فإن الحملة لا بد وأن تكون محددة جغرافيا داخل مدينة الرياض، لكي نبني ونقدم النموذج الأمثل والأنسب والقابل للمقارنة، ومن الرياض تنطلق الشعلة وتبدأ مسيرة بقية المناطق والمدن والمحافظات حتى نصل إلى أصغر قرية في المملكة، ولكي تكون الحملة الإعلامية قوية وتؤتي ثمارها، فإنه لا بد من شراكة القطاع الخاص مع امانة الرياض التي لا بد أن تتولى تنفيذ هذه الحملة، والقطاع الخاص معني بشكل كبير بنجاح هذه الحملة، لأنه في نهاية الأمر هو أول من سيقطف ثمار نجاحها.
أمانة الرياض وممثلة بسمو الأمير، لديها الإمكانيات ولديها من الخبرات القادرة على المضي قدما في ملف الوصول الشامل، والأمر الآن يحتاج إلى تشكيل لجنة من الأمانة والقطاع الخاص وبقية القطاعات الرسمية الحكومية المعنية، كالمرور والجوازات والعمل ومؤسسة النقد..الخ، حتى يكون العمل متكامل المرور يخالف من يقف في مواقف الأشخاص ذوي الإعاقة ومؤسسة النقد تلزم البنوك وهكذا الكل مستعد وجاهز لما بعد الحملة الإعلامية، لأن ما بعد الحملة الإعلامية يعني وجود ضوابط للتأكد من تطبيق كود الوصول الشامل في مدينة الرياض، والكود يعنى بكل التفاصيل سواء قبل البناء والتشييد، أو أثنائه، أو حتى على الأبنية والإنشاءات والمرافق المتواجدة.
ننتظر الخطوة الأولى ونحن كلنا على أهبة الاستعداد للتعاون والعمل وتسخير كل الخبرات التي لدينا لنجاح هذا المشروع الوطني الكبير، وان نقدم الرياض كعادتها الأجمل والأفضل والأكثر تميزا.