عبدالله الينبعاوي _جدة:
أجمع اقتصاديون وخبراء وشخصيات عامة على أن القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز “يحفظه الله”، عبرت بالمملكة إلى العالم الأول بعد تجاوز التحديات العميقة التي واجهت العالم بأثره في 2020، وأكدوا أن الشعب السعودي يشعر بكثير من الحب والامتنان لقائده في ذكرى بيعته التي تصادف الثالث من ربيع الآخر (18 نوفمبر 2020)، وبعد مرور 6 سنوات من توليه سدة المسؤولية، ونجاحه في تحقيق تحول لافت في مسيرة بلد الحرمين الشريفين، التي تقود العالمين الإسلامي والعربي وسط تحديات جسيمة.
واتفق الخبراء على أن رئاسة خادم الحرمين الشريفين لقادة قمة العشرين التي تضم أكبر 20 اقتصادا في العالم بعد أيام قليلة، تعد أكبر شاهد على المكانة الدولية الكبيرة التي يتمتع بها، والدور الذي تلعبه السعودية على الصعيد الدولي، وكشفوا عن أرقام مهمة وانجازات لافتة تطرز المسيرة الناجحة لملك الحزم الذي بُويع للمره الاولى ملما الأولى ملكا السعودية في 3 ربيع الاخر 1436هـالموافق 23 يناير 2015م، بعد ان قضى اكثر من عامين ونصف وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء.
سنوات التحول
وصف رئيس مركز الدراسات العربي الاوروبي في باريس الدكتورة صالح بكر الطيار الفترة الحالية التي يعيشها السعوديون تحت قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان، بفترة (التحول) المهمة في تاريخ المملكة، حيث تنتقل البلاد بكل ما تملك من قوة إلى (العالم الأول)، بعد أن سرعت خطوات التنمية،وباتت تعتمد إستراتيجية ذات نظرة ثاقبة أساسها الإنسان، وخصوصا فئة الشباب والتركيز على تنمية المواردالبشرية بصفتهاالركيزة الأساسية للمملكة الجديدة بقيادتها الحكيمة لتحمل لواءالتنمية المستدامة جيلا بعد جيل.
ولفت إلى أن رئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز لقمة العشرين التي تعقد افتراضيا يومي 21 و22 من شهر نوفمبر الجاري بالرياض، أكبر دليل على المكانة العالمية الكبيرة التي يضطلع بها، والدور البارز للسعودية بين أقوى 20 اقتصاد في العالم، حيث تنطلق المملكة من دورة اقتصادية شعارها الازدهار والنمو الاقتصادي، بمايدعم ويساند تحقيق التنمية المستدامة وإنفاق حكومي تحت السيطرة، وتعكس قرارات الملك سلمان الاقتصادية الرؤية الإستراتيجية الثاقبة للاقتصاد السعودي، والذي حقق نموا قويا خاصة فى القطاع غير النفطي،نتيجة للجهود المبذولة من خلال النجاح منقطع النظيرفي بناء الاحتياطيات التي وصلت 3.4 تريليون ريال وتخفيض نسبة الدين العام إلى الناتج المحلى الإجمالي حتى وصلت إلى 2.1 في المائةبمبلغ 61 مليار ريال والذي لا يمثل أهمية نسبيةمقارنة لديون دول تجاوزت 185 في المائة من ناتجها القومي.
أرقام مبهجة
وأشار الاقتصادي الدكتور راشد بن زومة إلى أحدث الأرقام الاقتصادية للعام الجاري التي تبرهن على سير المملكة في الاتجاه الصحيح في ظل القيادة الحكيمة لخادم الحرمين الشريفين، رغم التحديات الكبيرة المتمثلة في جائحة كورونا العالمية وانخفاض أسعار النفط وتزايد قوى الشر وارتفاع فاتورة الإرهاب، حيث بلغت إيرادات الميزانية السعودية العامة خلال الربع الثالث من العام المالي 2020، نحو 215.58 مليار ريال، ومصروفات قدرها 256.35 مليار ريال، ولم يتجاوز العجز 40.77 مليار، رغم استمرار الجائحة العالمية، ليقل 62.7 في المائة عن مستوياتها المسجلة في الربع الثاني وهو ذروة كورونا، واللافت أن الإيرادات سجلت نموا بلغ 4 في المائة، مقارنة بالفترة المماثلة من العام الماضي البالغة نحو 207.21 مليار ريال، كما ارتفعت المصروفات 7 في المائة، مقارنة بنحو 239.38 مليار ريال، ويمثل الإنفاق الفعلي خلال الربع الثالث من العام الجاري نحو 24 في المائة، من إجمالي الإنفاق المقدر في الميزانية للعام كاملا البالغ 1068 مليار ريال.
ويضيف: “تأتي زيادة الإيرادات على الرغم من تراجع الإيراد النفطي بنحو 30 في المائة ليبلغ 92.58 مليار ريال، مقارنة بنحو 131.84 مليار ريال، ويقابل ذلك زيادة قوية للإيرادات غير النفطية بلغت 63 في المائة لتبلغ نحو 122.99 مليار ريال وهي أرقام مبهجة، مقارنة بنحو 25.47 مليار ريال للفترة المماثلة من العام الماضي، وبذلك تسجل الإيرادات غير النفطية مستوى قياسيا في ربع واحد”.
اقتصاد لا يهتز
وأكد الاستاذ محمد ناصر الغيثي رجل الاعمال أن الإصلاحات التي شهدتها المملكة في عهدخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز،أوجدت قدرةعلى تنويع مصادر الدخل وبناء اقتصاد رقمي وصناعي وإنتاجي ذي قيمة مضافةعندما تبنت القيادة رؤية 2030 وفق منظور عصري يعتمد على الشفافية والانجاز السريع، وباتت المملكة تعيش في عهدالملك سلمان اقتصادا حقيقيا،اقتصادا يعتمدعلى الإنتاجية والتفاعلية والتأثير، مؤكدا أن الإصلاحات أوجدت حراكا فاعلاعلى أرضا لواقع، تمثل في المشروعات العملاقة وتحقيق أدوارمتقدمة بين مصاف دول العالم في خريطة المقارنات الاقتصادية والتقارير الدولية.
وأشار إلى أن التحديات الصعبة في العام الجاري، وأهمها انخفاض أسعار النفط إلى معدلات قياسية لم تمنع الدولة من أن تنفق 218 مليار ريال على المواطنين والمقيمين والقطاع الخاص من أجل تخفيف أثار جائحة كورونا ورغم ذلك لم يهتز اقتصادها أو يتراجع، حيث أصدرت ما يقارب من 100 قرار ملكي من أجل تخفيف الأزمة ورفع المعاناة على الناس، لتبرهن قيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، أنها تعمل من آجل شعبها، وتضع المواطن في مقدمة اهتماماتها، تشعر بهمومه ومشاكله، وتسخر كل قرارتها من أجله.
مشاريع عالمية
وشدد المهندس محمد عادل عقيل عضو لجنة الأوراق المالية في غرفة جدة سابقا على أن المملكة أطلقت في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز “حفظه الله” مشروعات تنموية عالمية متعددة تصب في مصلحة الوطن والمواطن كمشروع القدية، الذي سيكون أكبر مدينة ثقافية ورياضية وترفيهية، ومشروع نيوم الذي سيكون مستقبل الطاقة على مستوى العالم ومستقبل التقنيات الحيوية والتقنيات الرقمية بهدف تحفيز النمو والتنوع الاقتصادي وتمكين عمليات التصنيع وابتكار وتحريك الصناعة المحلية على مستوى عالمي.
وأضاف: كذلك ستكون مدينة الملك سلمان للطاقة التي تعتبر من أبرز المعالم للصناعات البتروكيماوية والطاقة، فبدلاً من أن نصدر النفط الخام ستكون بلدنا مصدرة للنفط ومشتقاته، وهذا يعتبر تطورا كبيرا في مجال الصناعة النفطية، وما نراه من عمل جبار لشركة أرامكو في عهد الملك سلمان دليل على النظرة المستقبلية والتطلعات الاقتصادية التي يتطلبها السوق العالمي.
وأشار إلى أن القيادة وضعت المواطن على رأس اهتماماتها، لافتا إلى أن هناك عددا من المشروعات التي ستظهر ثمارها في السنوات المقبلة متزامنة مع اكتمال رؤية المملكة 2030 التي أطلقها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، والتي ستنهض بمملكتنا الحبيبة اقتصادياً وتقتنيا بشكل كبير؛ حيث ستنوع مصادر الدخل من صناعات عسكرية ومعادن وسياحة، وما نراه الآن من توجه المستثمرين لمملكتنا خير دليل على اعتقادهم الجازم بأن هذه البلد هي الوجهة الصحيحة اقتصادياً، حفظ الله بلادنا وحفظ الله خادم الحرمين الشريفين وولي عهده الأمين.