مريم عبدالله المسلّم
هل توافقني أيها القارئ بأن تعابير الوجوه ماهي إلا مرآةٍ للروح ؟
سوف أطرح ماكان يُعتقده الكاتب قبل بضعُ دقائق بأن تَصَنُّع السعادة قد تكون كالقناع المبتسم ،الذي يأخذ دور المموه لإخفاء الحقيقة لمشاعر الإنسان المُتعب .
لكن من الآن سوف أتحرر من هذا المعتقد ،فالعيون تشرح ونبرة الصوت تفضح، ومن هذا المنطلق
الروح تمر في أربع فصول كالسنة تمامًا.
لكي تثمر ،وتزهر.
فعندما يستعد المزارع لحرث الأرض قبل موسم نثر البذور .
تتعرض الروح كذلك لصدمة أو ظرف يستوجب حينها أن تنقي هذه الروح ،
وعندما يدنو موعد غرس البذرة الروح تكون قد بلغت ذروة النهضة؛ لكي نحصد تلك الثمرة لابد أن نرويها حسب كل نوع وزُمرة .
الروح عندما تتسم بصفات فصل الربيع ،علينا أن نلاحظها حتى لاتنتزعها الصخرة.
كما البذرة تحتاج للضوء والقطرة،
الروح كذلك تحتاج لبرنامج روحاني يُسهم في عودتها إلى موضع الأمان والنشوة.
فالتأمل عبادة ياسادة .
استغرق بضعة دقائق في تأمل مفاصل أصابعك، وحواسك أو في تغذية بصرك بمشاهدة الأشجار والأنهار سوف تنتقل من عالم الضوضاء إلى عالم الاسترخاء .
فإليك أيها القارئ اللطيف الروح بين اشتعال نار وحيرة غريق سوف تعبر محيطات المناظر الرائعة من صنع الخالق البديع، وسوف تتعرض بسقوط كما تتعرض إليه الأوراق في فصل الخريف .
لذلك اعقلها وتوكل في كل رخاءٍ وضيق ،
فالله أرحم من أن يتركك دون مخرج أيها الصديق.