خلال “قمة بروفوك الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” منطقة الشرق الأوسط بحاجة لمحتوى إعلامي جديد يواكب الواقع الراهن

 

روافد العربية/ وسيلة محمود الحلبي

سلّط خبراء العلاقات العامة المشاركون في النسخة الرابعة من “قمة بروفوك الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” الضوء على انعكاسات الواقع الجديد والتطورات الجيوسياسية والبيئية والاجتماعية التي تشهدها المنطقة على قطاع العلاقات العامة، مؤكدين على ضرورة إعادة النظر في نموذج أعمال القطاع وابتكار محتوى عصري جديد يواكب هذه التغييرات الجذرية، ويضمن للمنطقة الظهور بصورة منصفة في وسائل الإعلام العالمية بأيدي المهارات الشابة من جيل الألفية.

جاء ذلك خلال الجلسة الافتتاحية التي حملت عنوان “محتوى جديد لمنطقة الشرق الأوسط: دعوة للتغيير في قطاع العلاقات العامة”، وتناولت ثلاثة محاور رئيسية تقف اليوم وراء تشكيل المحتوى الإعلامي الجديد لمنطقة الشرق الأوسط. وتشمل هذه المحاور: عصر السلام الجديد الذي تشهده المنطقة؛ والمساعي المتزايدة بين الحكومات الإقليمية والشركات للتكيف مع التغير المناخي؛ والاستثمارات الهائلة التي تضخها المؤسسات الحكومية في تطوير البنية التحتية وتعزيز التنوع الاقتصادي.

واستهدفت الجلسة التي أدارها سونيل جون، مؤسس “أصداء بي سي دبليو” ورئيس “بي سي دبليو” في منطقة الشرق الأوسط، تسليط الضوء على المقومات التي يحتاجها قطاع العلاقات العامة للتكيف والازدهار وسط التغيرات الجذرية في المشهدين الإعلامي والاقتصادي. وشارك في الجلسة كلٌ من: رانيا رستم، رئيس قسم الابتكار والتواصل للأسواق العالمية في “جنرال إلكتريك”؛ ومازن نحوي المؤسس والرئيس التنفيذي لـشركة “كارما”؛ وفاسوكي شاستري، خبير اتصالات الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات والشؤون العامة، والرئيس العالمي السابق للشؤون العامة والاستدامة في بنك “ستاندرد تشارترد”.

وفي هذا السياق، قال سونيل جون: “تأتي التغييرات الجذرية التي شهدها العام الماضي لتفرض على قطاع العلاقات العامة إعادة النظر في سبل ونماذج مزاولة أعماله. على أن الأهمية هنا لا تقتصر على سرعة تأقلمنا وكيفية صقل المهارات في القطاع فحسب، بل تشمل أيضاً مدى مواكبة عملنا لاحتياجات عملائنا ووسائل الإعلام. فمن خلال أبحاثنا وتجربتنا الطويلة التي تتجاوز 20 عاماً في هذه المنطقة، يتجلى لنا بوضوح أن الشرق الأوسط تقف على أعتاب مرحلة جديدة من النمو والتفاؤل، وهنا يأتي دورنا كخبراء في قطاع العلاقات العامة لإرساء أسس جديدة لخطط الاتصال الإعلامي”.

من جهته، قال فاسوكي شاستري: “تستدعي المرحلة الحالية الجمع بين الأهداف الاجتماعية للشركات وعملياتها التشغيلية في إطار واحد، الأمر الذي يمثل تحدياً كبيراً على صعيد الاتصال الإعلامي وفرصة قيمة لقطاع العلاقات العامة. وستكون الريادة من نصيب الشركات التي تنجح في توضيح أهدافها ودعمها بالخطوات العملية. وصحيح أن الحوكمة البيئية والاجتماعية وحوكمة الشركات تتيح لخبراء العلاقات العامة فرصة ثمينة لإعادة هيكلة العلامات التجارية بالكامل، إلا أن الفارق المنشود سيتبدى في القدرة على توضيح الهدف ودعمه بالحقائق، مما يعود بالمنفعة على العلامة التجارية وحصتها في السوق في آن معاً”.

وبدورها، قالت رانيا رستم: “ساهمت الرؤية الطموحة التي تبنتها الحكومات الإقليمية لتقليص الاعتماد على النفط والتحول إلى الاقتصاد القائم على المعرفة بإرساء الأسس لبيئة تشجع على الابتكار في منطقة الشرق الأوسط. وقد كشف ’ مقياس جنرال إلكتريك للابتكار العالمي‘ الذي أجريناه أثناء الجائحة، أن المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة تحظيان بتقدير واسع بين الشركات العالمية لنجاحهما في بناء اقتصادات مشجعة على الابتكار، الأمر الذي يعكس حجم التقدم الحاصل في المنطقة. وعلى الرغم من ذلك كله، هناك الكثير من الخطوات التي ينبغي اتخاذها في بيئتنا المعاصرة التي تشهد تغيراً متسارعاً، وهي مهمة يمكننا إنجازها بالعمل يداً بيد”.

وبالحديث عن أهمية الثقة في الاتصال الإعلامي، قال مازن نحوي إن تأثير قطاع العلاقات العامة “لا ينبغي أن يقاس بمكافئ القيمة الإعلانية وغيره من المقاييس الأخرى، بل بإيمان الجمهور بصدقنا ومدى تفاعله معنا. ويتمحور التركيز اليوم حول قياس تأثير الحملات القائمة على البيانات، ومدى قدرتها على تشجيع الحوار البنّاء على أعلى المستويات”.

ولفت المشاركون إلى دور جيل الشباب المتمرس بالتقنيات الرقمية في تمكين منطقة الشرق الأوسط من الظهور بصورة منصفة في وسائل الإعلام العالمية، لا سيّما أن معظم الشركات الكبرى تعكف على توظيف شباب جيل الألفية الذين يمثلون قوة حقيقية للتغيير. وأضافت رانيا: “تتوفر أمامنا بيئة غنية ينبغي التركيز عليها، وعلينا أن نسعى إلى إثراء قصصنا بمزيد من الأصوات والكفاءات. ولابد لهذه الكفاءات أن تأتي من مصادر محلية متنوعة لتحقيق الزخم المطلوب. فهذا الوقت هو الأمثل للانفتاح على الجيل المبدع”.

واختتم سونيل جون الجلسة قائلاً: “يلوح في الأفق عصرٌ جديدٌ يحفل بالطموحات والفرص، رغم التحديات غير المسبوقة التي شهدناها خلال الأشهر الاثني عشر الماضية. ويتحتم على قطاع العلاقات العامة أن يساهم في نشر هذه الرسالة عبر بيان جديد للتغيير في العلاقات العامة”يشار إلى أن شركة أصداء بي سي دبليو هي الراعي البلاتيني لـ “قمة بروفوك الشرق الأوسط وشمال أفريقيا” التي يترأسها باول هولمز، رئيس ومؤسس “مجموعة هولمز”، وأرونا سودامان الرئيس التنفيذي رئيس التحرير.

عن د. وسيلة الحلبي

شاهد أيضاً

وزارة الخارجية الأمريكية:مكافأة الـ 10 ملايين للقبض على «الجولاني» ما زالت سارية

ذكرت وزارة الخارجية الأمريكية أن المكافأة المقدرة بـ10 ملايين دولار لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.