أهمية الاحتضان في بيئة عائلية صحية

بقلم الكاتبة / د. وسيلة محمود الحلبي

الاحتضان هو رسالة حب وأمل ويعد من أعظم الأعمال الإنسانية التي تعود بالنفع على الطفل اليتيم مجهول الأبوين والأسرة والمجتمع ككل. ولا يعني فقط ضمهم إلى أسرة بديلة، بل يعني أيضاً منحهم حياة جديدة وفرصة للتألق والنجاح.
كما يُعتبر احتضانهم في أسر بديلة وبيئة عائلية صحية عملاً إنسانياً نبيلاً يوفر لهم فرصاً لحياة أفضل ومستقبل أكثر إشراقاً. واحتضانهم يغير حياتهم؛ فينقلهم من ظروفهم الصعبة إلى ظروف صحية وأكثر إشراقا محاطون بالحب والرعاية ويشعرون بالاستقرار والأمان.
واليوم “أحببت أن أضع النقاط فوق الحروف “في أهمية الاحتضان في بيئة عائلية صحية ودوره في بناء مستقبلهم. والتي من أهمها توفير الأمان والاستقرار النفسي لهم، حيث إن الاستقرار النفسي والأمان العاطفي من أهم ما يحتاجه الأطفال الأيتام وغيرهم من العاديين ليكبروا بطريقة صحية. فالأطفال ذوي الظروف الخاصة قد يشعرون بالوحدة أو عدم الانتماء لذلك فإن احتضانهم في أسر بديلة يمنحهم شعوراً بالأمان وبيئة صحية تمنحهم الدعم العاطفي ويشعرهم بالحب والاهتمام الذي يحتاجونه مما يساعدهم على مواجهة التحديات النفسية والتغلب على مشاعر العزلة.

كما يسهم ذلك على تحسين صحتهم النفسية مما يعزز ثقتهم بأنفسهم، فالعيش مع أسرة تحبهم وتدعمهم يُسهم في بناء ثقتهم بأنفسهم مما يساعدهم على التغلب على تجاربهم السابقة والمؤلمة، ويمنحهم شعوراً بأنهم محبوبون وذوو قيمة، وهذا ينعكس إيجاباً على سلوكهم وأدائهم الأكاديمي والاجتماعي.

أضف إلى ذلك أن وجودهم في أسرة بديلة وبيئة صحية يتعلمون من خلالها القيم والعادات والتقاليد والمبادئ الأساسية للحياة مثل: الصدق، والاحترام، والمسؤولية. فالطفل الذي يعيش في أسرة بديلة يجد قدوة يحتذي بها، ويكتسب من خلالها مفاهيمه عن العمل الجماعي، ومساعدة الآخرين، واحترام الحقوق، والواجبات. مما يسهم في بناء شخصية الطفل وتساعدهم على اكتساب المهارات الاجتماعية والسلوكية التي تؤهلهم ليكونوا أشخاصاً ناضجين ومسؤولين وفاعلين في المجتمع.

وخلال الاحتضان في بيئة صحية وعائلة موثوق بها، يمكن أن يتحول هذا الطفل ذوي الظروف الخاصة إلى قصة نجاح، ولدينا في “جمعية كيان للأيتام” الكثير من “قصص النجاح” ، لهؤلاء الأطفال الذين أصبحوا رجالا ونساء ذوي مراكز مرموقة في المجتمع ولله الحمد ، بفضل الأسر البديلة الداعمة التي يعيشون فيها ، وبفضل ما تقدمه لهم “جمعية كيان للأيتام” من دعم وتنمية وتمكين مما ساعدهم على تطوير مهاراتهم ، ومواهبهم وتعزيز طموحاتهم ، ومنحهم الثقة بأن لديهم فرصاً واسعة للمستقبل، وذلك على عكس شعورهم المحدود داخل الدور الإيوائية .

كما يُعتبر احتضان الأطفال الأيتام ذوي الظروف الخاصة من القيم الدينية التي حث عليها ديننا الإسلامي الحنيف والسنة النبوية الشريفة حيث قال رسول الله ﷺ: (أنا وكافل اليتيم في الجنة هكذا) وأشار بالسبابة والوسطى وفرج بينهما.

وهو أيضا من القيم الإنسانية التي تعزز التضامن والتكافل الاجتماعي وتساهم في دمجهم في المجتمع، مما يقلل من فرص تعرضهم للانحراف أو التهميش، ويزيد من فرصهم في تحقيق حياة مستقرة وسعيدة. فالأسرة المحتضنة تُسهم في بناء مجتمع أكثر تماسكاً ورحمة وتساعدهم على بناء مستقبل مليء بالأمل والطموح.

هنيئا لكل أسرة حاصنة من القلب جزاكم الله خير ونفع بكم وبأبنائكم.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

هنا الكويت .. وحياكم الله خليجي 26

بـقلـم ✍️ الــكـــاتب والإعـــلامي / أحمد حمد بن صخي العنزي ” الــكــويــت ” نعيش هذه …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.