مؤسسة هيفولوشن الخيرية تخصص 400 مليون دولار لتعزيز الأبحاث العالمية في مجال إطالة العمر الصحي

د. وسيلة محمود الحلبي

كشفت صاحبة السمو الملكي الأميرة الدكتورة ھیا بنت خالد بن بندر آل سعود نائب الرئيس للإستراتيجيات والتطوير في مؤسسة هيفولوشن الخيرية- المؤسسة العالمية غير الهادفة للربح والرائدة في مجال إطالة العمر الصحي أن المؤسسة استطاعت منذ بدء أعمالها في عام 2021 توجيه بوصلة الصحة العالمية نحو إطالة العمر الصحي من خلال تخصيصها لأكثر من 400 مليون دولار لتعزيز وتحفيز البحوث العلمية المتقدمة في هذا المجال كونها أكبر ممول خيري في العالم في مجال إطالة العمر الصحي، لافتة أن هيفولوشن قدمت منذ بداياتها منحاً واستثمارات في مراحل البحث المبكرة لتمكين روّاد الأعمال المهتمين بتطوير علم الشيخوخة وتعزيز الابتكارات التحويلية.

جاء ذلك خلال اللقاء الصحفي الذي عقدته هيفولوشن يوم أمس الاثنين الموافق 18 نوفمبر الجاري بمقرها في مركز الملك عبدالله المالي بمدينة الرياض، بمشاركة نخبة من قيادات المؤسسة والباحثين ومجموعة من ممثلي وسائل الإعلام في المملكة.
وتركّز “هيفولوشن” على زيادة عدد العلاجات الآمنة والفعالة للشيخوخة في السوق، وتسريع المدة الزمنية المطلوبة لتطويرها وجعلها في متناول الجميع بميزانية سنوية تصل إلى مليار دولار، كما تعمل بنشاط على زيادة عدد الباحثين المهتمين بعلم الشيخوخة في مختلف أنحاء العالم، مما يسهم في زيادة عدد الشركات المتخصصة لمواجهة هذا التحدي العالمي المُلحّ وجذب الاستثمارات الضخمة.

وأكدت سموها خلال اللقاء أن مثل هذه البحوث أصبحت ضرورة عالمية ملحة، ففي الوقت الذي ارتفع فيه متوسط العمر المتوقع للفرد، نجد أن جودة تلك الأعوام المضافة غالباً ما تكون غير صحّية. حيث يمضي الكثيرون أكثر سنوات حياتهم وهم يعانون من أعراض الشيخوخة مثل: أمراض القلب، والأوعية الدموية، والسرطان، والخرف، والضعف. ومن المتوقع أن يتضاعف عدد سكان العالم الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً إلى 2 مليار نسمة بحلول عام 2050.

كما أن ثلثي الأشخاص الذين تزيد أعمارهم عن 60 عاماً سيعيشون في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل. حيث الأنظمة الصحية والاقتصادية غير مجهزة للتعامل مع تحديات شيخوخة السكان المتسارعة، وتواجه ضغوطاً مالية غير مسبوقة، بسبب ارتفاع التكاليف وتقلص حجم القوى العاملة. مشيرة أن هيفولوشن الخيرية تلتزم التزاماً راسخاً وتكرس جهودها لتحسين صحة الانسان خلال فترة الشيخوخة. حيث تستثمر المؤسسة في قطاع العلوم المتطورة لفهم الأسباب الجذرية للشيخوخة ومعالجتها انطلاقاً من أحقية كل إنسان، مهما كانت ظروفه، أن ينعم بحياة صحية.

وأشارت سمو نائب الرئيس للإستراتيجيات والتطوير أن هيفولوشن قدمت مليون دولار داخل المملكة العربية السعودية لتمويل الدورة الأولى من برنامج المنح الذي أطلقته هيفولوشن بهدف دعم جيل واعد من الباحثين السعوديين في مجال علوم الشيخوخة. ويقدم برنامج التمويل لـ 11 من المستفيدين من مستشفى الملك فيصل التخصصي ومركز الأبحاث، ومركز الملك عبدالله العالمي للأبحاث الطبية، وجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية، وغيرها من المؤسسات الرائدة لاستكشاف مجالات مثل الميكروبيوم، والعلامات الحيوية للشيخوخة، بالإضافة إلى 1.9 مليون دولار لتمويل برنامج زمالة ما بعد الدكتوراه 2024 التابع لمؤسسة هيفولوشن بهدف تطوير وتنمية قدرات الباحثين السعوديين الجدد في مجال أبحاث الشيخوخة، وتأهيلهم ليكونوا باحثين مبدعين في المستقبل. مبينة أنه سيتم الإعلان عن الفائزين في الدورة الثانية للشركة في شهر فبراير من عام 2025

من جانبه قال الدكتور خلدون الرميح الرئيس التنفيذي للعلوم في هيفولوشن أن علم الشيخوخة يعد مجالًا واعداً وجاذباً للاستثمار في قطاع الرعاية الصحية خلال القرن الحادي والعشرين، في ظل الإمكانات الضخمة غير المستغلة في مجال إطالة العمر الصحي. وباعتبار “هيفولوشن” الخيرية مؤسسة غير ربحية تركز على إحداث التأثير الإيجابي، وتوفر المساعدة لجعل تقنيات الصحة الناشئة أكثر سهولة وأقل خطورة بالنسبة للسوق. إذ تعمل على إعادة تعريف علم الشيخوخة باعتباره استثماراً قابلاً للتطبيق، من خلال توفير رأس المال اللازم وتخفيف المخاطر الفنية والسريرية والتنظيمية والاستثمارية الكامنة في قطاع الصحة، وتحفيز التركيز على الوقاية بشكل أكبر. حيث يمكن للمؤسسة أن تتحمل حجماً أكبر من المخاطر لإعطاء فرصة للعلاجات الواعدة التي يمكن أن تحسن مجال الشيخوخة على الصعيد العالمي.

 

وتابع الدكتور الرميح أن الشركة تمتلك مسيرة حافلة بالإنجازات المؤثرة وترتكز على ثلاثة ركائز رئيسية لتحقيق أثر إيجابي أولها الشراكات حيث تحرص “هيفولوشن” على توحيد وجهات النظر المتنوعة والتعاون مع المؤسسات العالمية الرائدة مثل الأكاديمية الوطنية الأمريكية للطب، ومعهد باك لأبحاث الشيخوخة، والاتحاد الأمريكي لأبحاث الشيخوخة، والعديد من الجامعات في جميع أنحاء العالم ، وإطلاق المبادرات أيضاً التي كان آخرها تقرير “إطالة العمر الصحي العالمي” و”تمكين حياة صحية في السعودية”، بالإضافة إلى تحديد الفجوات ومشاركة الأفكار والرؤى القيمة وتقديم التوصيات العملية، بهدف توجيه الجهود العالمية ومساعدة الأفراد على معرفة مفهوم العمر الصحي للإنسان وجعل فترة الشيخوخة أكثر صحة للجميع، والركيزة الثانية الفعاليات والأحداث إذ تدعم “هيفولوشن” إطلاق ورعاية مجموعة متنوعة من الفعاليات العالمية كالمؤتمرات وورش العمل العلمية، لجمع الخبراء وتعزيز النقاشات العلمية والرؤى المبتكرة بما يسهم في الارتقاء بمجال إطالة العمر الصحي، حيث أطلقت “هيفولوشن” العام الماضي النسخة الأولى من “القمة العالمية لإطالة العمر الصحي”، وهو أكبر تجمع في العالم في هذا المجال، بهدف تشجيع البحوث والابتكارات، وتوسيع نطاق ريادة الأعمال، وتحفيز الاستثمارات الذكية، وبناء شراكات قوية لتبادل المعرفة واتخاذ خطوات جدية لتحقيق الأهداف المنشود. وبعد الأصداء الإيجابية للقمة والنجاح الكبير الذي حققته على الصعيد العالمي، تنظم هيفولوشن النسخة الثانية من القمة العالمية لإطالة العمر الصحي في فبراير 2025، والركيزة الثالثة هي التحفيز حيث خصصت هيفولوشن من خلالها نحو 400 مليون دولار (1.5 مليار ريال سعودي) لتمويل الاستثمارات لأكثر من 165 مشروعاً ونحو 200 منحة في جميع أنحاء العالم، بهدف زيادة عدد الباحثين في إطالة العمر الصحي وتسريع العلاجات على مستوى العالم.

الجدير ذكره أن “هيفولوشن” تأسست بموجب أمر ملكي صادر في عام 2018، وتتمثل مهمتها الرئيسية في توجيه النقاشات العالمية نحو إطالة العمر الصحي بدلاً من التركيز على إطالة متوسط عمر الأفراد. خلال عامين منذ بدء عملها في عام 2021 نجحت في تعزيز وتحفيز وتسريع البحوث المتقدمة في هذا المجال. وتعد أكبر ممول خيري بالعالم في مجال إطالة العمر الصحي.

تجدر الإشارة أن هيفولوشن تهدف إلى:
1. زيادة عدد العلاجات الآمنة والفعالة في السوق.
2. استخدام أحدث الأدوات والتقنيات لتقليص المدة الزمنية المطلوبة لتطوير العلاجات.
3. تعزيز فرص الحصول على العلاجات التي تعمل على إطالة العمر الصحي.
ستحقق هيفولوشن ذلك من خلال:
1. زيادة عدد الباحثين المتخصصين بمجال الشيخوخة على الصعيد العالمي.
2. زيادة عدد الشركات العاملة في مجال الشيخوخة.
3. استقطاب مصادر تمويل إضافية للاستثمار في مجال الشيخوخة.
نركز على العلوم: تحدث الشيخوخة نتيجة لتراكم مجموعة متنوعة من الأضرار الجزيئية والخلوية مع تقدم العمر. تؤدي هذه الأضرار إلى زيادة احتمال الإصابة بالأمراض المزمنة، والتي تعد الشيخوخة عامل الخطر الأول المسبب لها. تدعم مؤسسة “هيفولوشن” الأبحاث والابتكار في مجال علوم الحياة والطب مع التركيز على الشيخوخة البيولوجية نفسها بدلاً من التركيز على أعراض الأمراض الفردية. تؤمن “هيفولوشن” الخيرية بأهمية التعاون الدولي والشراكات، وتدعم نهجاً قائماً على العلوم المبتكرة لمجموعة واسعة من المجالات العلمية، وذلك بهدف فهم العمليات البيولوجية المعقدة التي تسبب الشيخوخة.
المنح العلمية دولياً

• 20.2 مليون دولار أمريكي لتوسيع برنامج جوائز الباحث الجديد لدعم الباحثين في بداية حياتهم المهنية، من خلال الاتحاد الأمريكي لأبحاث الشيخوخة (AFAR).
• 230 مليون دولار أمريكي لتمويل برنامج فرص أبحاث علوم الشيخوخة (HF-GRO) 2024 التابع لمؤسسة هيفولوشن بما يشمل تمويل مشاريع الأبحاث ما قبل السريرية في بيولوجيا الشيخوخة وعلم الشيخوخة الانتقالي على نطاق دولي.
• أكثر من 5 ملايين دولار أمريكي لتمويل برنامج تدريب ما بعد الدكتوراه في علوم الشيخوخة (HF-PTG) التابع لمؤسسة هيفولوشن على مدى أربع سنوات، بهدف تحديد المرشحين من حملة درجة الدكتوراه المتخصصين في علم الشيخوخة البيولوجية و/أو علم أمراض الشيخوخة.
• 5 ملايين دولار أمريكي لتمويل برنامج مؤسسة هيفوليوشن لعلوم الشيخوخة في أمريكا اللاتينية (HF-GLA). يعد البرنامج جهداً دولياً لتوسيع وتسريع التقدم في العلاجات ويسعى إلى تمكين الباحثين الموهوبين العاملين في مجال أبحاث الشيخوخة البيولوجية وعلوم الشيخوخة في أمريكا اللاتينية. يهدف البرنامج بشكل رئيسي إلى تحديد ودعم الأبحاث الواعدة والتي ستساهم في تحسين إطالة العمر الصحي على المدى الطويل لصالح البشرية جمعاء.
• أكثر من 27 مليون دولار أمريكي لتمويل برنامج مؤسسة هيفوليوشن لتعزيز جهود علوم الشيخوخة (HF-AGE). ويشمل التمويل الأبحاث التي يعتبرها المعهد الوطني الأمريكي للشيخوخة جديرةً بالدعم والثناء، والتي لم تتمكن من الحصول على تمويل حتى الآن. ونجح البرنامج حتى الآن في دعم تسعة مشاريع مبتكرة في مجالات مثل خلل وظائف الميتوكوندريا، وعلم النسخ المكاني، وعلم الوراثة اللاجينية.
الشراكات الدولية
• منحة بقيمة 20.2 مليون دولار لكلية ألبرت أينشتاين للطب للأبحاث التي تركز على الشيخوخة، بقيادة الدكتورة آنا ماريا كويرفو من الأكاديمية الوطنية للعلوم.
• 21 مليون دولار لإقامة شراكة جديدة متعددة السنوات مع معهد Buck، بهدف تسريع الاكتشافات المرتبطة بالتدخلات العلاجية التي تستهدف الشيخوخة تحديداً.
• 7 ملايين دولار أمريكي لمضاعفة الأموال اللازمة لمنح Impetus، مما ساهم في دعم 14 مشروعًا بحثيًا أكاديميًا مبتكرًا في علوم إطالة العمر الصحي، حتى الآن، بدءاً من أسباب مجموعات الميثيل وصولاً إلى قياس نطاق الجينوم في الوضع الطبيعي.
• 2 مليون دولار لتفعيل كرسي ممنوح في كلية الصحة العامة بجامعة إنديانا – بلومنجتون، بهدف تعزيز دراسة الشيخوخة الصحية على مستوى العالم.
• شراكة بقيمة 32.4 مليون دولار أمريكي مع جامعة نورث وسترن لدعم الأبحاث التي تركز على تحديد البروتينات الصحية والحفاظ على نشاط البروتيستاز وقوتها.
• تخصيص 40 مليون دولار أمريكي واستثمار ضخم في أكبر جائزة “إكس برايز” الرائدة، لتعزيز الاكتشافات العلمية للعلاجات المتعلقة بالشيخوخة البيولوجية.
أبرز الاستثمارات المؤثرة:
• استثمار بقيمة 20 مليون دولار أمريكي في شركة Aeovian Pharmaceuticals.
• استثمار بقيمة 7.9 مليون دولار أمريكي في شركة Vandria SA، مما ساهم في استكمال جولة تمويل من الفئة “أ” بقيمة إجمالية قدرها 30.7 مليون دولار أمريكي، بالتعاون مع المستثمرين Dolby Family Ventures وND Capital.
• 2 مليون دولار أمريكي لتمويل أبحاث شركة Rubedo Life Science التي تستهدف خلايا الشيخوخة وهي إحدى السمات الرئيسية للشيخوخة. قد تساعد منصة الشركة الممكّنة للتعلم الآلي في تحديد وتوصيف أنواع مختلفة من الخلايا الهرمة – وهي حاليًا عقبة رئيسية في مجال الشيخوخة.
• 10 ملايين دولار أمريكي تمويل أساسي للشراكة العالمية المبتكرة أطلقتها هيفولوشن بهدف تقديم التوجيه والتمويل لنحو 12 شركة رائدة، لمساعدتها على تحقيق التقدم في الأبحاث المتعلقة بإطالة العمر الصحي. وتجمع الشراكة بين رواد الأعمال الرائدين والمستثمرين وشركاء الصناعة لتقديم الإرشاد ورأس المال للشركات ذات الإمكانات العالية التي تعمل على تحقيق اختراقات في مجال الصحة.

About إدارة النشر

Check Also

وزيرة التنمية المحلية المصرية تعرض خطة الوزارة لتعزيز التنمية المكانية المتوازنة وتقليص الفجوات التنموية وضمان توزيع عادل للموارد والخدمات

القاهرة د لبنى شتا استعرضت الدكتورة منال عوض وزيرة التنمية المحلية، الإجراءات التي ستقوم بها …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.