علي الجبيلي
هناك أشخاص اشتهرو بالكنية ربما أكثر من الاسم ، فإن قلت أبا فلان عرف على الفور أنك تقصد شخصا بعينه وما ذلك إلا لتأثيره النفسي والأخلاقي في بيئة العمل والمجتمع واحترام وتقدير الآخرين لشخصه .. الفقيد محمد حسن أيوب ” أبو حسن ” يرحمه الله واحدا من هؤلاء الأشخاص.
لقد كان حقا رجل مرحلة مهمة فارقة في مجال عمله حينما عين مديرا عاما لصحة منطقة جازان إبان فترة حمى الوادي المتصدع وقدم مع مساعديه وفريق عمله آنذاك بقيادة وتوجيه أمير التنميه الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز جهودا عملية حثيثة في مكافحة هذه الجائحة وتطوير مرافق وقطاعات وزارة الصحه.
ولقد كان الرجل الذي خدم القطاع الصحي في المملكة عبر عدة مناطق …طوال سنين عمله الحكومي يعمل بكل كفاءة وحزم وإخلاص وكان عند ثقة المسئولين في شخصه وبحكم طبيعة عملي حينها في ديوان الإماره كنا نتواصل معه للتنسيق وحضور الإجتماعات ومعرفة مايستجد لديهم ويستحق العرض عنه لصاحب الصلاحيه ….
وفي الحقيقة أن الفقيد أباحسن دائما ما نلمس منه تحليه بالصبر والشجاعه حتى في أصعب المواقف ، وحينما انتهت فترة عمله بالمنطقة وعاد للوزاره بالعاصمة الرياض اتصل عليه أحد الصحفين وسأله عن أسباب انتهاء تكليفه ، وقال أن بعض الناس مرتاحين لهذا القرار … ؟! فرد عليه بالقول أنا الآن في مجلس عزاء وطالما هذا انطباعك فلماذا لا تنشره في صحيفتك ؟!
بينما ردت وزارة الصحة على بعض التساؤلات والشائعات حيال ذلك وعبر متحدثها الإعلامي بأن الأمر لا يتعدى عملية تدوير لقياديها سواء على مستوى الوزارة أو في المناطق …
ولا زلت أذكر تواصله معنا وبعض زملاءنا اذا علم أننا في مدينة الرياض ويلح علينا القيام بالواجب بالضيافه بالغداء أو العشاء
كما كنا نتوجه لزيارته أحيانا في الوزارة ونجده يعمل حتى في المساء لإنجاز الكثير من متطلبات العمل التي لا يتيح ضغط المسؤليات إنجازها في الفترة الصباحية ….
وقبل أشهر عدة علمت أنه تعرض لوعكة صحية فكتبت عنه بعض التغريدات المصحوبة بالدعوات الخالصة…ففوجئت بتواصله وشكره وسعادته حيال ما أبديت تجاهه…
وحيث قد أحزننا الخبر الأليم لوفاته ….ولكن هذا قدر الله واليوم المحتوم له وسيمر علينا جميعا
وقد تأثر بهذا الخبر الكثير من أصدقاء وزملاء ومحبي الفقيد ، وقد شاركنا أحد زملاءه وأصدقاءه وهو د.محسن صديقي الطبيقي مدير عام الشئون الصحية بجازان سابقا مشاعر الحزن والألم في رحيل أبا حسن ، وعبر عن تأثره وحزنه لذلك مترحما عليه ومقدما الكثير من الثناء واسترجاع العديد من مناقبه ووفاءه وأخلاقه وذكرني عبر آخر لقطة فوتغرافية تجمعهما ، حينما زاره الدكتور محسن الطبيقي في منزله بمدينة الرياض قبل حوالي ٧ أشهر من الآن …ليطمئن عليه ويجدد بينهما العهد كما يقال
كما أن الأستاذ يوسف الزكري قد نشر له صورة تجمعه بالعديد من أبناء المنطقة المتميزين بمدينة الرياض في منزل الأستاذ خميس دماس شفاه الله في استعادة وفاء لما كان يربط بينهم من لحمة وأخوة وصداقة ..
وكان الأستاذ ابراهيم الجبيلي مديرمستشفى صامطه العام والمشرف على القطاع الصحي الجنوبي سابقا …كثيرا ما يستحضر مواقف الأستاذ محمد أيوب الشجاعه أثناء عمله في المنطقة وانحيازه لكل الكفاءات المتميزه في مجال عملها وحرصه على تطوير مهارات الأفراد والأطباء والممرضين المنتسبين للقطاع الصحي ورفع قدراتهم العملية والمعنوية ودعم مختلف المرافق الصحية
بكل الإمكانيات المادية والبشرية
والحديث عن أخونا الفقيد محمدحسن أيوب يطول ولا ينتهي ولا يسعنا إلا أن ندعو له بالرحمة والمغفره وأن يسكنه الله فسيح جناته وأن يلهم أبناءه وأسرته وأصدقاءه الصبر والسلوان إنه سميع مجيب