بقلم ـ مريم المقبل
الفراق صعب جداً وذلك لأنه من الصعب أن تفارق روحاً كانت جزءاً منك، دون أن تحزن ودون أن تتألم ؛ لذلك لا يوجد أصعب من فراق الأحبة.. يرحلون ويتركون في القلب ندبات لا يزول أثرها حتى وإن توالت الأيام ومرت السنون.. بدونهم يبكي القلب ويجف بُكاء العين.
فما أصعب ذلك حين تبحث عن مدامعك فلا تجدها! تبحث عنها كي تُطفئ بها جذوة الاشتياق ولهيبُ القلب المشتعل.. تبحث عنها لتخفف وطأة الألم وحدّته على نفسك ، ولكنها تأبى النزول فتظل تحترق ويحترق قلبك إلى أن يصبح رماداً.
رحلوا وتركوا ذكراهم تحيط بنا من كل جانب وكأنهم يبعثون لنا برسالة “ألا تنسونا.. اذكرونا دوماً نستحق هذا منكم اذكرونا في صلاتكم في دعواتكم لا تذرونا فُرادى” .
أهم لا يعلمون أن كل نفسٍ نتنفسه يُذكّرُنا بهم ، أهم لا يعلمون أن خيالهم يحيط بنا أينما حلَلنا ، أهم حقاً لا يعلمون أننا نحن من نستأنس بهم ، إننا نحن من نعيش على ذكراهم.
هي لحظات قد تمر على أي واحد منا.. لكن لا يجب أن نخرجها من إطار لحظات الضعف.. ومع ذلك لا يجب أن نتمادى في هذه اللحظات ونتركها تقيدنا وتسيطر علينا.. عندما تشعر بالهوان اجعل هذه الآية نصب عينيك “وَاصْبِرْ وَمَا صَبْرُكَ إِلَّا بِاللَّهِ” اجعلها تملأ فؤادك وترويه بماء الصبر واليقين ، اصبر واحتسب كل ذاك الألم عند الله، واعلم أن الله سيعوضك بلقاءهم في جنات النعيم ونعم الجزاء هو.