العين تعشق القمم .. قصة شغف وحنين

بقلم / سمير الفرشوطي
في صباح يوم عادي، وأنا في طريقي إلى العمل بالمدينة المنورة، حدث شيئ غير عادي. لم أكن أعلم أن رحلتي اليومية المعتادة ستتحول إلى لحظة إلهام وتأمل عميق.
لحظة الاكتشاف بينما كنت أقود سيارتي على الطريق المألوف، لفت انتباهي منظر مهيب: قمة جبل شامخة ترتفع في الأفق سحب بيضاء رقيقة تعانق القمة بنعومة أشعة الشمس الذهبية تلقي بظلالها على صخور الجبل شعرت وكأن الجبل يناديني، يدعوني لترك كل شيء والصعود إليه.

كان الأمر أشبه بنداء روحي عميق ، صراع داخلي وجدت نفسي في حيرة من أمري: الواجب العمل ينتظرني، والمسؤوليات تنادي.
الشغف،  قلبي يخفق بقوة، متشوق لاستكشاف تلك القمة الساحرة تسائلت في نفسي: “ماذا لو تركت كل شيء الآن وذهبت إلى هناك؟”
تخيلات ومصاعب بدأت مخيلتي تسرح بعيداً، متصورة المغامرة التي قد تنتظرني: الطريق الوعر صخور حادة، منحدرات خطرة
التحديات الجسدية تعب، عطش، ربما إصابات بسيطة المخاطر غير المتوقعة تغيرات مفاجئة في الطقس، حيوانات برية لكن في المقابل، تخيلت منظر المدينة المنورة من الأعلى، تتلألأ كجوهرة في الصحراء الشعور بالإنجاز عند الوصول إلى القمة
لحظات التأمل والسكينة بعيداً عن ضجيج الحياة اليومية
الحنين والتحسر مع اقترابي من مكان عملي، شعرت بالتحسر. كان الجبل لا يزال يناديني، وكأنه يقول تعال، اكتشف، عش!” تنهدت بعمق، وأنا أدرك أن الحياة مليئة باللحظات التي نختار فيها بين الواجب والشغف .

أحياناً، الأحلام تنتظرنا في أماكن غير متوقعة ، ربما يأتي يوم أستجيب فيه لنداء الجبل.
خاتمة في النهاية، وصلت إلى عملي، لكن قلبي ظل معلقاً بتلك القمة البعيدة ، أدركت أن هذه التجربة علمتني درساً ثميناً: أحياناً، العين تعشق ما هو أبعد من روتيننا اليومي، وتذكرنا بأحلامنا وشغفنا الدفين ، ربما لم أصعد الجبل في ذلك اليوم، لكنني اكتسبت رؤية جديدة للحياة. وعدت نفسي أن أجد الوقت، يوماً ما، لتلبية نداء تلك القمة الساحرة،ولاستكشاف الآفاق الجديدة التي تنتظرني.

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

جرائد أبي: نافذة على الزمن والمجتمع

حمساء محمد القحطاني _ الافلاج تعتبر الجرائد من أبرز وسائل الإعلام التي تعكس نبض الحياة …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.