اسمع بشوق عصر الحب الرقمي

سمير الفرشوطي ✍️ المدينة المنورة
في زمنٍ مضى، كانت الكلمات تُنطق بصوتٍ خافت، والعيون تتلاقى بخجل، والقلوب تخفق بصمت.
أما اليوم، فقد تغير المشهد تماماً. دعوني أحدثكم عن عالمٍ أصبحنا فيه نسمع ونتكلم مع أشخاصٍ عبر شاشاتٍ صغيرة، نتبادل معهم كلمات الشوق والحب والعتاب وغيرها من المشاعر المتنوعة.
أصبح الهاتف المتنقل، هذا الجهاز الصغير الذي يحمله كل منا في جيبه، هو محور حياتنا اليومية.
هل هو سحرٌ أم لعنة
ربما كلاهما. فكل إنسان اليوم لا يكاد يترك هاتفه للحظة واحدة، وكأنه أصبح جزءاً لا يتجزأ من كيانه.
تأملوا معي المشهد الذي نراه يومياً في الشوارع والمقاهي والحدائق أشخاصٌ يتحدثون، وأنت تراهم كأنهم يكلمون أنفسهم. لكن الحقيقة أنهم غارقون في عالمٍ آخر، عالم الغرام الرقمي والتكنولوجيا الحديثة.
كم مرة سمعنا عبارة “يرحم زمان أول. نعم، كان للماضي سحره الخاص ، كانت اللقاءات وجهاً لوجه، والرسائل تُكتب بخط اليد، والانتظار كان جزءاً من متعة الحب.
لكن اليوم، في عصر السرعة والتواصل الفوري، تغيرت قواعد اللعبة. أصبحنا نعيش في عالمٍ حيث يمكن للكلمات أن تعبر القارات في ثوانٍ معدودة. أصبح بإمكاننا أن نرى ونسمع أحباءنا، مهما بَعُدت المسافات. هل هذا يجعل الحب أسهل أم أصعب هل أصبحت المشاعر أكثر عمقاً أم سطحية؟ في خضم هذا التحول الكبير، علينا أن نتوقف للحظة ونتأمل.
نعم، التكنولوجيا منحتنا فرصاً جديدة للتواصل والتعبير عن مشاعرنا، لكنها أيضاً قد تكون سبباً في فقدان بعض جوانب التواصل الإنساني الحميم. فلنتذكر دائماً أن وراء كل رسالة نصية، وكل مكالمة فيديو، وكل تعليق على وسائل التواصل الاجتماعي، هناك إنسان بمشاعر حقيقية. دعونا نستخدم هذه التقنيات لتقريب المسافات، وليس لخلق حواجز جديدة. في النهاية، مهما تطورت وسائل التواصل، تبقى المشاعر الإنسانية هي جوهر العلاقات. فلنحافظ على أصالة مشاعرنا، ولنستمع بشوق لنبضات قلوبنا، حتى وإن كانت تصلنا عبر شاشات هواتفنا الذكية.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

الخضيري : الميكرويف لا يسبب السرطان

روافد ـ متابعات قال أستاذ المسرطنات فهد الخضيري، إنه لا توجد دراسات ولا أبحاث تثبت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.