خطورة ترك الأبناء بأيدي الخادمات بين إهمال الأمهات ومعاناة الأبناء

بقلم الكاتب د. احمد الثقفي

‏إن ترك الأبناء بين أيدي الخادمات أصبح أمرًا شائعًا في كثير من الأسر، خاصةً مع ازدياد انشغال الأمهات سواء بالعمل أو بمسؤوليات الحياة اليومية. إلا أن هذا التوجه يحمل في طياته مخاطر كبيرة على صحة وسلامة الأطفال، وقد يتسبب في أضرار نفسية وجسدية بالغة. الخادمة، مهما كانت متفانية، تبقى غريبة على الأطفال، وليس لها نفس العاطفة والحب الذي تقدمه الأم. في بعض الحالات، يمكن أن يتعرض الأطفال للإهمال، أو الأسوأ من ذلك، للعنف والإساءة.

‏الأم ودورها الطبيعي:

‏الأم هي الملاذ الآمن والمصدر الأول للعاطفة والرعاية للأطفال. لا يمكن لأي شخص آخر، مهما كانت خبرته أو قدرته، أن يحل مكان الأم في حياة أطفالها. ترك الأطفال بين يدي الخادمات لفترات طويلة يعرضهم لخطر الإهمال العاطفي والجسدي، ويجعلهم يشعرون بالوحدة والانفصال عن الأسرة. هذا الشعور يمكن أن يؤدي إلى مشاكل نفسية، مثل القلق والخوف، وربما يؤدي في بعض الحالات إلى اضطرابات سلوكية.

‏قصص مؤثرة عن معاناة الأطفال بسبب تركهم بأيدي الخادمات:

‏1. قصة الطفلة لينا:
‏ لينا طفلة في الخامسة من عمرها، كانت تُترك يوميًا مع الخادمة لساعات طويلة بسبب انشغال والدتها بالعمل. بدأت الأم تلاحظ تغيرات في سلوك لينا، حيث أصبحت خائفة وقلقة بشكل دائم. اكتشفت الأم في وقت لاحق أن الخادمة كانت تعاقب لينا بشكل قاسٍ وتحبسها في غرفة مظلمة لساعات كوسيلة لتهدئتها. هذا السلوك العنيف ترك أثرًا نفسيًا عميقًا على لينا التي بدأت تعاني من كوابيس واضطرابات في النوم.

‏2. قصة الطفل سامي:
‏ سامي كان طفلًا نشيطًا ومرحًا، حتى اليوم الذي بدأت والدته تتركه مع الخادمة لفترات طويلة. بدأ سامي يفقد شهيته للطعام ويميل للعزلة. اكتشفت الأم أن الخادمة كانت تضرب سامي بعنف إذا لم يستمع لأوامرها. هذا العنف الجسدي ترك آثارًا واضحة على جسم سامي، وأثر بشكل كبير على نفسيته.

‏3. قصة الطفل ناصر:
‏ ناصر كان طفلًا ذكيًا ومحبًا للتعلم، لكن بعد أن بدأت أمه تتركه مع الخادمة لفترات طويلة، بدأ يرفض الذهاب إلى المدرسة وأصبح عدوانيًا مع أصدقائه. تبين لاحقًا أن الخادمة كانت تعاقب ناصر بطريقة مهينة، وتحرمه من الطعام إذا لم ينفذ أوامرها. هذا السلوك العدواني الذي تعرض له ناصر أثر بشكل كبير على ثقته بنفسه وتحصيله الدراسي.

‏أبياتي تعبر عن خطورة ترك الأبناء بأيدي الخادمات:

‏في غياب الأم، بات القلبُ يئنُ
‏يشتكي من ألمٍ باتَ يشتدُ

‏طفلٌ صغيرٌ يذوقُ المرَّ والضيمَ
‏والأم في عملها، لا تدري ما جرى

‏أين الأمانُ حين يُترك طفلٌ
‏بين يدي خادمةٍ لا تُبالي بالألمِ؟

‏كم من طفلٍ باتَ يبكي بالخفاءِ
‏والخادمة تقسو بلا رحمةٍ ولا كرمِ

‏أمهاتٌ غابت قلوبُهنَّ عن أبنائهنَّ
‏واكتفت بالخادمات تربي بدمٍ

‏ليت الأمهاتَ تعي أن حبًّا واحدًا
‏يغني عن مئات الخادماتِ في الزمنِ

‏حيث أن الطفلَ يحتاجُ حبَّ أمٍّ
‏يمنحه الدفء، ويرفع عنه كل حزنِ

‏فلا تتركوا الأحبابَ في أيدي الغُرباء
‏أعيدوا إليهم حضنَ الأمِّ المطمئنِ

‏أن الأم هي الأمانُ والحنانُ
‏فعودوا لأطفالكم، كي يُشفى كلَّ حزنِ

‏لا تعتمدو على الخدمِ مهما أحسنوا
‏فالحبُّ من الأمِّ، ليس كأي حبٍّ

‏⁧‫
‏هذه الرسالة توضح أهمية دور الأم في حياة أطفالها، وتحذر من المخاطر الكبيرة التي قد تنجم عن تركهم بأيدي الخادمات. الأطفال يحتاجون إلى حضن الأم ورعايتها، فهي المصدر الأول للأمان والحنان.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.