أنا في ذمة فقيدي

بقلم: بشائر الحمراني

في يومٍ انحسم من عمري، توقفت عقارب الساعات عن الركض، وغابت ألوان الأفق عن الأعين، لم أعد أرى إلا ذكريات متكسرة تتناثر كالرماد في رياح النسيان.

في ذاك اليوم، تساقطت أوراق الأمل واحدة تلو الأخرى، ولم يبقَ سوى ظلٍّ باهت، يختبئ خلف ستار الزمان، يراقب من بعيد بقايا أحلام ضائعة.

لكنني، رغم الغياب أتمسّك بأطياف الماضي، أُجمِّع شتات الحكايات، وأعيد رسمها على جدار الأمل، في محاولةٍ لسرقة لحظة أخرى من العمر  قبل أن يغيب كل شيء.

لحظة فقدت فيها نفسي، أضعت عناوين الدروب في متاهة النسيان،

كيف أنسى أول حب طرق باب قلبي ليكون مسكنه الوحيد؟
أول حصن كان بين يديه، وأول نظرات عشقي كانت لوجوده، حتى أذن الغياب، فرحل، وحملته في قلبي، فأصبحت في ذمة فقيدي إلى الأبد،
أحمل اسمه كوشمٍ على روحي، وأعيش على ذكراه كنورٍ يقودني في ظلمات هذا العالم، أكتب له قصائد لا يقرؤها إلا قلبي،
وأحاديث لا يسمعها إلا الليل في سكونه، أرثي لحظاتنا التي هربت، وأستحضر تلك الابتسامة التي كانت تشعل عالمي،
لأظل أسيرًا لعشقٍ لا يموت،

وإن كان الحب قد غاب، فإن روحه تبقى حاضرة في أعماقي، تروي ألمي وتجدد شوقي، لذلك الحلم الذي كان، والذي سيبقى معي، حتى النهاية.
فرحمك الله يا أبي واسكنك فسيح جناته.

 

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.