درس

بقلم/ منصور جبر

تخفق في تعليمك بسبب إهمالك فتتعلم من ذلك درسا.

تحسن الظن بشخص لسذاجتك فيخيِّب ظنك فيكون درسا قاسيا.

ينصحك والدك عن أمر ما ويزجرك، فتتغافل عن توجيهه وتخالفه، فتقع في هُوَّةٍ سحيقة ويكون ذلك درسا لك طيلة حياتك.

تتمادى مع نفسك الأمارة بالسوء، وتنجرّ مع هواك، فيقودانك لألم طويل فيكون درسا مؤلما.

تتهور في قرار طائش، وتتسرع في رأي بلا تأمل، فينقلب عليك الأمر وبالا فيكون درسا.

تتمادى في كلام بلا ضابط، وتترك لسانك بلا كابح، فتقول كلمة تحرجك أو توقعك في مشكلة عويصة فيكون ذلك درسا.

تقصر زوجتك في أمر بقصد أو بغير قصد، فتبالغ في ردة فعلك، وتجرح مشاعرها، وتبرز عضلاتك وقوتك، فتندم بعد فترة، ويكون ذلك درسا تربويا.

طفلك يخطئ لقلة خبرته، فتغضب وتزمجر وتملأ الدنيا ضجيجا، وكان الأحرى بك أن تحاوره وتلِجَ إلى قلبه، فتعلم خطأك بعد حين، ويكون ذلك درسا.

تقابل شخصا ويمر دون أن تلقي عليه السلام، فتقول: لو أنني ألقيت عليه التحية وصافحته؟! ولكنه غاب وقد لا تلقاه ثانية، فيكون درسا.

تُتاح لك خدمة تقدمها لشخص تعرفه أو لا تعرفه، فتتشاغل، وتأسى بعد فواتها على عدم مبادرتك، فيكون درسا.

يفاجئك سائق بسيارته، فتقطب جبينك، وقد تؤشر بيدك نحوه غاضبا، فيقابلك بالمثل أو بالتجاهل، ثم ينفلت من أمامك ويغيب، فيزجرك ضميرك وتقول لو أنني قابلت ذلك بابتسامة لكان أبلغ في الرد، فيكون درسا.

تقفز أمامك فرصة للنجاح، فتتكاسل، أو يثبطك بعض الأصدقاء المتذمرين، فتتلاشى من بين يديك، فتندم وتأسى على فواتها، ويصير ذلك درسا عمليا.

تركض الساعات، وتمر الليالي والأيام بلا هوادة، وتتنبه أنه قد تصرَّم عمرك، وانقشع شبابك، فتدرك أنه قد فاتك وقت كثير، وزمن طويل، كنت قادرا على استثماره واستغلاله في علم نافع، أو عمل صالح، أو استغفار ودعاء، أو صلة رحم، أو عمارة للأرض، فيكون درسا عظيما لاستغلال ما تبقى.

تحزن وتقسو على قلبك فتعلم أن الحزن لم يغير شيئا، فيكون درسا.

دروس تحيط بك منذ استيقاضك من نومك حتى عودتك إلى فراشك، فكن لبيبا وتعامل معها بحكمة، واجعل كل درس منهجا تسير عليه.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.