العمل لوجه الله (فضائل ومواقف عبر التاريخ وعادات المدن السعودية)

بقلم / د. أحمد عبد الغني الثقفي

يعد العمل لوجه الله تعالى من أسمى الأعمال التي يقوم بها الإنسان، حيث ينبع هذا العمل من روح الإيثار والمحبة للآخرين دون انتظار مقابل مادي.
وعبر التاريخ، برزت أمثلة عديدة عن هذا السلوك النبيل في المجتمعات الإسلامية، ومنها المجتمع السعودي الذي تحلى بهذه الفضيلة في مختلف مناطقه.

وسأعرض بعض الأمثلة :

في التاريخ الإسلامي، نجد العديد من القصص التي تجسد العمل لوجه الله. كان النبي محمد صلى الله عليه وسلم يُعَلِّم أصحابه تقديم المساعدة والإحسان للآخرين دون انتظار مكافأة. ومن أبرز هذه القصص، قصة الخليفة عمر بن الخطاب الذي كان يتفقد حال الناس في الليل ويقوم بمساعدتهم دون أن يعرفوا من هو.

ومن عادات أهل الرياض والشرقية..

عرفت الأسر في مدينة الرياض بعاداتها الكريمة في تقديم المساعدات للآخرين، وخاصة في مواسم الخير مثل شهر رمضان المبارك، حيث يقومون بتوزيع الطعام والماء للفقراء والمحتاجين وحتى للعامة من كافة الجنسيات .
وفي المنطقة الشرقية تجد العائلات تقوم بفتح منازلها للضيوف وتقديم الأطعمة دون مقابل، كجزء من الكرم العربي الأصيل.

ومن عادات أهل مكة وجدة والطائف وجازان

نجد في مكة وجدة أن عبارة “كل بالصلاة على النبي” أصبحت جزءاً من ثقافة أهل هذه المدن، حيث يقدم أصحاب المطاعم الطعام للمحتاجين دون مقابل، وكل ما يُطلب منهم هو أن يذكروا اسم النبي محمد صلى الله عليه وسلم.
أما في الطائف وجازان، فإن المجتمع الريفي هناك يشتهر بتقديم الفواكه والخضروات من مزارعهم للجيران والمحتاجين.

ولطالما كان المجتمع السعودي يتخذ من مساعدة الآخرين واجباً دينياً وأخلاقياً. نجد العديد من الناس يقومون ببناء المساجد والمدارس وتقديم التبرعات للجمعيات الخيرية. كما أن البعض منهم يقومون بتسديد ديون المحتاجين أو تقديم الدعم المادي للأسر الفقيرة.والارامل والايتام

حقا إن العمل لوجه الله تعالى هو مبدأ سامٍ يعزز من التماسك الاجتماعي ويزيد من روح الإخاء والمحبة بين الناس. وتظل هذه القيم والفضائل منارات تضيء طريق المجتمعات نحو مجتمع أكثر إنسانية وتراحماً

يا من يبذل الخير في سر وعلن
يسعى لوجه الله، لا يطلب ثمن

قد جاد بالمال وبالوقت والجهد
في كل عمل خيرٍ، لم يبتغِ منن

في مكة وجدة يقولون “بالصلاة
على النبي”، وزاد الخير ولم يكن

وأهل الرياض والشرقية في عطائهم
كالغيث يسقي الأرض، يسعد الفقران

أبشر بجنات النعيم، فالعطاء
عمل نبيل، وله الأجر بالأحسن

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.