حتى الخير

سمير الفرشوطي ✍️ المدينة المنورة
حين يأتي متأخراً لن يفيد من أماته الزمن.
حين يأتي متأخراً لن يفيد من أماته الزمن في خضم الحياة المتسارعة التي نعيشها اليوم نجد أنفسنا أحياناً نتسائل عن قيمة الأشياء الجيدة التي تأتي إلينا متأخرة.
فالخير رغم كونه مرغوباً دائماً، قد يفقد بريقه وتأثيره إذا جاء في وقت غير مناسب هذه الحقيقة تتجلى في المقولة الحكيمة
(حتى الخير حين يأتي متأخراً لن يفيد من أماته الزمن) لنتأمل معاً في عمق هذه العبارة إنها تحمل في طياتها دروساً قيمة عن أهمية التوقيت في حياتنا، وكيف أن الفرص الضائعة قد لا تعوض، حتى لو جاء الخير لاحقاً. أولاً، تذكرنا هذه المقولة بأن الزمن لا يرحم. فكل لحظة تمر هي فرصة إما نغت.

نمها أو نفقدها إلى الأبد. الخير الذي يأتي متأخراً قد يكون كالماء الذي يُصب على رمال الصحراء بعد أن جف النبات وذبلت الأزهار. فما الفائدة من السقاية بعد فوات الأوان؟ ثانياً، تدعونا هذه الحكمة إلى التفكير في أهمية المبادرة والعمل في الوقت المناسب. فالحياة لا تنتظر أحداً، ومن ينتظر الخير دون سعي قد يجد نفسه في النهاية يندب حظه على ما فات. ثالثاً، هناك عبرة في هذه المقولة عن قيمة الوقت نفسه. فالزمن هو أثمن ما نملك، وكل لحظة تمر هي جزء من حياتنا لا يعوض. لذا، علينا أن نستثمر أوقاتنا بحكمة، وأن نبادر إلى فعل الخير وتحقيق أهدافنا قبل أن يفوت الأوان. رابعاً، تذكرنا هذه العبارة بأهمية التخطيط والاستعداد للمستقبل. فمن يعتمد على الحظ وحده، أو ينتظر الخير أن يأتيه دون جهد، قد يجد نفسه في النهاية يواجه خيبة الأمل والندم.
وفي الختام دعونا نتذكر دائماً أن الحياة هي سلسلة من اللحظات الثمينة، وأن كل فرصة تأتينا هي نعمة يجب أن نغتنمها. فلنبادر إلى فعل الخير، ولنسعى جاهدين لتحقيق أحلامنا وطموحاتنا، قبل أن يمضي بنا الزمن إلى نقطة اللاعودة. فحتى الخير حين يأتي متأخراً، لن يفيد من أماته الزمن. هذه المقالة تدعونا للتفكر في قيمة الوقت وأهمية اغتنام الفرص في حياتنا. إنها تحثنا على العمل بجد والمبادرة، لأن الانتظار قد يؤدي إلى فوات الأوان، حتى لو جاء الخير في النهاية

 

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.