إدمان الصحافة بوابه لفهم ألغاز التاريخ

بقلم / الكاتبة سارة السهيل

تلعب الصحافة دورا مؤثرا في حياتنا بما تقدمه من أخبار وأحداث وتحليلات وتفسيرات تربط واقعنا بماضينا وتقدم سجالا تاريخيا لمرايا حياة الشعوب من حيث أنماط ثقافاتها وعاداتها وتقاليدها.

فلا غرابة إذن ندمن مطالعة الصحف مع ارتشاف أول قطرة لقهوة الصباح، وتاريخ الصحافة قديم قدم الحضارة الإنسانية حيث ظهرت أول صحيفة بالتاريخ أنشأها الإمبراطور الروماني يوليوس قيصر ولكنها كانت صحيفة منسوخة إذ لم تكن الطباعة قد اخترعت بعد وأسماها (الوقائع اليومية).

وقد ساهم وجود المطابع في ظهور الدوريات التي بدأت في الصدور على استحياء عام 1609 بعد أن أصبحت الكتب وعاء بطيئا في حمل المعلومات، خرجت الصحف في شكل نشرات غير منتظمة وتعني بالحوادث والأخبار الهامة وتطورت فيما بعد إلى صحف.

أما أول صحيفة بالمعني الحديث فقد ظهرت في ألمانيا أوائل القرن الـ17 في 15 يناير 1609 بعنوان (A visa :Relations oder Zeitung). وأطلق على الجريدة الإخبارية اسم (كور انتو) وتعبر عن الشكل القديم للجرائد وتتألف من فرخ ورق واحد والنص على عمودين على كلا الجانبين وظهرت أولا في هولندا وألمانيا وإنجلترا عامي 1620، 1621. كما كان يطلق على النشرة الإخبارية أو الجريدة الأسبوعية كلمة (News Book) وكانت تنشر الأخبار العالمية فقط وتوقفت عن الصدور عام 1642، وفي عام 1631 ظهرت في فرنسا صحيفة رسمية مقتضبة الأخبار (تشبه الطابع الفرنسي)!! بعنوان لجازيت دي فرانس، وتوالى صدور الصحف في إنجلترا وأمريكا وباقي دول العالم.

أما أول صحيفة إنجليزية يومية ظهرت عام 1702 (ديلي كارنت) ولكن الصحيفة الأكثر تأثيرا كانت التايمز التي صدرت عام 1785 كان اسمها (Daily Universal Register).

أما أول صحيفة يومية بفرنسا كانت عام 1777 بعنوان (لوجورنال دي باري) كانت معظمها مركزة على المعلومات العلمية والأخبار خفيفة والقضايا الإجتماعية وتجاهلت القضايا السياسية.

وفي أمريكا ظهرت أول صحيفة بعنوان (ذي بإبلك أوكرينست) عام 1690 حيث كانت أمريكا لاتزال تحت الحكم البريطاني وكانت تصدر من بوسطن.

أما صحيفة بوسطن جازيت عام 1755 كانت تنادي بالاستقلال عن بريطانيا وهكذا يكشف لنا تاريخ الصحافة عن الكثير من المتناقضات فأمريكا التي كانت تعاني من مرارة الاحتلال عام 1755، أصبحت تحتل العالم في القرن الـ21 .

ياله من زمن عجيب!!

الطريف في الأمر أن الصحف كانت حتى العصور الحديثة تركز على المعلومات الإخبارية وظل الخبر في القرن الـ19 وحتى اليوم عنصرا رئيسيا في الصحف، ومع تحول الدول للنظم السياسية الديمقراطية بدأت الصحافة تتطور في إنجلترا أولا ثم في أمريكا الشمالية وفرنسا، وارتباطا ببروز حرية الرأي وإلغاء الرقابة أصبحت الصحافة أداة لنشر الأفكار والآراء والتحليلات في شتى القضايا التي يعج بها عالمنا المعاصر.

ولم يتأخر عالمنا العربي كثيرا عن تعاطي الصحافة حيث أنشأ محمد علي باشا والي مصر أول صحيفة المصرية عام 1821 صحيفة اسمها (الوقائع المصرية) تصدر باللغتين التركية والعربية وذلك من وجود أول مطبعة عربية مطبعة بولاق 1819.

أخذت الصحافة مسارات تاريخية نحو التطور لما يعرف في عالمنا المعاصر بالصحافة الإلكترونية وقد ظهرت أولى إرهاصاتها بصحيفة جون ولتر، حتى شاعت وانتشرت الصحف الإلكترونية وحولت العالم إلى قرية صغيرة وبتوالي التطور التكنولوجي في عصرنا الرقمي (الديجتال) ظهرت صحف على الموبايل لأنها ترسل رسائل بأخبار خفيفة.

ولا يتوقف العلم في طريقه الكاسح عن إثارة دهشتنا يوميا بأحدث المخترعات وربما تظهر قريبا اختراع ساعة يد هي في حقيقتها صحيفة تتجدد من تلقاء نفسها بآخر الأخبار

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.