الكاتبه سارة طالب السهيل تكتب الزرقاء.. بين حضارة التاريخ واحتضان الشعوب وتوطين الصناعة

الزرقاء _ بسام العريان

الزرقاء أقرب مدينة إلى عمان عراقتها التاريخية، ومحمياتها الطبيعية وقصورها التاريخية، وإلهامها للمبدعين لم ينف عنها تطور عجلة الزمن بها لتتحول إلى موطن للصناعات الوطنية ، مما أغناها بالتنوع العرقي، بجانب الحركة الدؤوبة والنشاط الظاهر فيها بسبب احتواءها على معسكرات الجنود، وقطار سكة حديد الحجاز الذي يمر فيها باتجاه الجنوب، والمصانع ودور السينما فيها، وكل هذه العناصر كانت شاهدة على مراحل التطور

إنها محافظة الزرقاء بتاريخها التليد والذي يعود إلى العصر الاردن وتمدنه الروماني والذي بنيت قلعة قصر شبيب على أنقاضها، بينما ضواحيها تعج بالمواقع الأثرية مثل العلوك، وخربة السمراء التي تعكس شواهدها الأثرية إلى وجود هذه المدينة في القرن الخامس الميلادي، حيث عثر فيها على حجارة بازلتية تحتوي على كتابات باللغات اليونانية والسريانية، بجانب قصر الحلابات التكدس الصناعي والسكاني بالزرقاء وما قد يترتب عليه من

والزرقاء بين الماضي والحاضر شهدت تحولات عميقة بحكم مجريات الزمن، فمدينة الزرقاء تاريخيا يعود اسمها إلى كلمة أكادية من مقطعين أولهما زار، وتعني مياه و كي، وتعني منطقة. ووصف ياقوت الحموي نهر الزرقاء في موسوعته الشهيرة معجم البلدان، بأنه موضع بالشام بناحية معان، وهو نهر عظيم في شعاري ودحال كثيرة، وهي أرض شبيب التبعي الحميري، وفيه

ثلوث بيئي ملحوظ، إلا أنها في المقابل، تضم محمية الأزرق. سباع كثيرة مذكورة بالضراوة، وهو نهر يصب في الغور. وأعلنت محمية الازرق المائية كأول منطقة رطبة ذات أهمية عالمية على الطريق الأفريقي الأوراسي في الأردن ( منطقة رامسار) وذلك في عام ۱۹۷۷ وكسبت هذه الأهمية بسبب ندرة نظامها المائي ولوقوعها بين الصحراء الكلسية من الغرب والصحراء البازلتية من الشرق مما جعلها غنية بالتنوع الحيوي وتوافر فيها نحو ١٤١ نوعا من النباتات المائية كالحلفا والقصيب الفارسي التي تنمو في المستنقعات و نباتات السمار وغيرها، و ما يزيد عن 81 نوعاً من الطحالب و ما يزيد عن ١٦٣ نوعاً من اللافقاريات و ما يقارب ۱۸ نوعاً من الثديات كما أنها تضم ما يزيد عن 11 نوعاً من الزواحف ونوعين من البرمائيات وما يقارب 15 نوعا من الرعاشات والفراشات كما سجلت المحمية ٢٧٤ نوعا من مختلف أنواع الطيور.

وبوجب هذا الوصف التاريخي، فان المنطقة كانت مائية خصبة تلفها الغابات وتحيطها السباع، وتختلف عما صارت اليه حالها اليوم، فمع مرور الزمن تحول النهر إلى واد جاف. تزخر الزرقاء بالعديد من الأماكن السياحية والأثرية والطبيعية، منها قلعة الأزرق، وقصر عين السل وغيرها.

والزرقاء تمثل قلعة الصناعة الوطنية، حيث تتركز قيمتها في المجالات الصناعية والاستثمارية، حيث تضم أكثر من نصف حجم الصناعة الوطنية، وتقع بالقرب من مراكز تصنيع الطاقة المتمثلة بمصفاة البترول الأردنية ومحطة الحسين الحرارية. وبتقديري أن جلالة الملك عبد الله الثاني وهو يستعيد ذكرياته بها مؤخرا، أشاد بشهامة أهلها وكرمهم وأعلان سعيه إلى زيادة الاستثمار بها وتوسيع فرص العمل لأبنائها، تطبيقا لرؤيته للتطوير والتحديث وخططه التنموية التي يعمل جلالته جاهدا على تحقيقها في مختلف القطاعات الحيوية والاقتصادية

وذلك، فإن المحمية محط زيارات أسراب الطيور على مدار العام إما للراحة في فترة الهجرة أو لقضاء فصل الشتاء.

كانت الزرقاء أواسط القرن العشرين مقصدا للعائلات بهدف السباحة والتنزه، كما كانت محضنا لاحتواء الجنسيات الوافدة

والثقافية في مختلف مدن المملكة.

عن شعبان توكل

شاهد أيضاً

أمواج المشاعر الهائجة

✍️أ.سمير الفرشوطي  المدينة المنورة في زمننا هذا، أصبح الحب رحلة غريبة تتخطى حدود الواقع. كنت …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني.