عبد الله الينبعاوي – متابعات
تسجل السينما السعودية مشاركتها الرسمية الأولى خلال الدورة السابعة والسبعين لـ«مهرجان كان السينمائي الدولي»، والتي تقام في الفترة بين 14 و26 مايو الجاري، وذلك من خلال المشاركة في مسابقة «نظرة ما»، ثاني مسابقات المهرجان أهميةً بالفيلم السعودي «نورة» للمخرج توفيق الزايدي، وكان قد عُرض الفيلم في «مهرجان البحر الأحمر السينمائي» ونال جائزة الجمهور؛ لكنه لم يعرض خارج المملكة بما يجعل عرضه في «كان» هو العرض العالمي الأول.
وتعكس قوة المشاركة السعودية في مهرجان «كان» السينمائي، حجم التطور النوعي الذي شهده قطاع الأفلام والإنتاج السينمائي، في ظل التشريعات والهيئات المتخصصة الجديدة، التي شهدها هذا القطاع خلال السنوات القليلة الماضية، حيث تقدم المملكة نفسها كدولة رائدة وقادمة وبقوة في صناعة السينما.
«المسابقة الدولية»
كما أعلنت إدارة المهرجان في مؤتمر صحفي موسع، أقيم في العاصمة الفرنسية باريس، عن قائمة الأفلام المختارة ضمن البرنامج الرسمي، حيث سيكون فيلم الافتتاح «The Second Act» للمخرج كوينتن دوبيو. وتضمنت المسابقة الدولية مجموعة من الأفلام المرتقبة، منها: «MEGALOPOLIS» للأميركي فرانسيس فورد كوبولا، و«THE SHROUDS» للكندي دافيد كرونينبرج، و«KINDS OF KINDNESS» لليوناني يورجوس لانثيموس.
مسابقة «نظرة ما»
أما مسابقة «نظرة ما»، التي تعد ثاني مسابقات المهرجان أهمية، فتضم الفيلم السعودي «نورة» للمخرج توفيق الزايدي، وفيلم «THE VILLAGE NEXT TO PARADISE» للصومالي مو هرّاوي. بينما اختير فيلم «EVERYBODY LOVES TOUDA» للمخرج المغربي نبيل عيوش، للعرض خارج المسابقة في قسم عروض »كان« الأولى.
«نظرة ما» هي المسابقة التي تحتفي دائمًا باكتشافات المواهب الجديدة، واختار مهرجان كان السينمائي الدولي، المخرج الكندي كزافييه دولان؛ ليكون رئيسًا للجنة تحكيم المسابقة هذا العام. كما تم اختيار المخرجة العالمية جريتا جيرويج لترأس لجنة التحكيم في الدورة الـ77 من مهرجان كان، وهو المنصب الذي ستساعد من خلاله في تحديد الفائز بجائزة السعفة الذهبية، والجائزة الكبرى للمهرجان.
فيلم «نورة»
يعد فيلم «نورة» أول فيلم روائي طويل للمخرج والمؤلف السعودي توفيق الزايدي، ويقدمه مجموعة من النجوم السعوديين، وهم: يعقوب الفرحان، وماريا بحراوي، وعبدالله السدحان. وتم تصويره في مدينة العُلا الأثرية الساحرة بالمملكة، التي باتت واجهة سياحية خلال الفترة الأخيرة، وأدرجت ضمن قائمة «اليونسكو» للتراث العالمي. وحصل سيناريو الفيلم على جائزة من مسابقة ضوء للأفلام التي تنظمها هيئة الأفلام، وهي مبادرة أطلقتها وزارة الثقافة لدعم وتشجيع الجيل المقبل من صانعي الأفلام السعوديين.
تدور أحداث فيلم «نورة» السعودي في فترة التسعينيات، حول فتاة تدعى «نورة» تعيش في قرية بعيدة ونائية، وعندما يصل «نادر» المعلم الجديد إلى القرية، ويلتقي معها، يقدم لها عالمًا جديدًا، وأوسع من حدود القرية، فتدرك أن عالمها صغير، وهناك مدارس أخرى بعيدة عن أرض القرية الهادئة.
مشاركة المملكة في «أسبوع النقاد»
اختار أيضًا منظمو مهرجان كان السينمائي، 11 فيلمًا للمشاركة في أسبوع النقاد، الموازي للمسابقة الرسمية، ومن بينها الفيلم المصري «رفعت عيني للسماء» من إخراج ندى رياض وأيمن الأمير. وهو من الأفلام الوثائقية الطويلة، التي لقيت دعمًا من صندوق مهرجان البحر الأحمر، وهو إنتاج مشترك يجمع بين مصر والسعودية وقطر وفرنسا والدنمارك.
حضور سعودي بارز في «كان 74»
حضور السعودية في مهرجان كان السينمائي الدولي هذا العام، ليس المرة الأولى؛ إذ سبق أن شاركت المملكة من خلال جناح سعودي متكامل وبمشاركة واسعة من الجهات الحكومية والقطاع الخاص في المهرجان بدورته الرابعة والسبعين، بدعم موسع لقطاعات الثقافة والأفلام والإنتاج السينمائي من الأمير محمد بن سلمان، ولي العهد، رئيس مجلس الوزراء، ضمن مستهدفات «رؤية 2030».
وجاءت مشاركة المملكة، آنذاك، من خلال جناح متكامل ضم عددًا من الجهات الحكومية والقطاع الخاص والشركات السعودية المتخصصة في المجال والداعمة لصناعة الأفلام المحلية والعربية، وهي: هيئة الأفلام، ووزارة الاستثمار، والهيئة الملكية للعُلا، ومهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي، ومجموعة قنوات MBC، وإثراء، وشركة نيوم، وأفلام نبراس، وcinewaves، وتلفاز 11، وArabian Pictures، بالإضافة إلى مجموعة من صنّاع الأفلام والمهتمين في هذا المجال. واستضاف الجناح عدة ندوات من تنظيم الجهات السعودية المشاركة، تناولت الفرص الاستثمارية في صناعة الأفلام بالمملكة، حيث نظّمت هيئة الأفلام ندوة بعنوان «تعرف على صناعة الأفلام السعودية»، ونظمت «أفلام العُلا» لقاءً بعنوان «تعرف على المنتجين». وكان الجناح منصة للحوار المفتوح بين صنّاع الأفلام والمستثمرين السعوديين والعرب مع نظرائهم من مختلف جنسيات العالم.