الفلاتر .. الخدعة الجاذبة

الكاتبة : أميرة المغامسي

اليوم يحظى سناب شات بشعبية هائلة بين الناس ، يُفاجئنا في كل مرة بمميزات عدّة، يأسرُنا الفضول في استخدامها ، مع فلاتر السناب التي تستخدمها النساء أكثر من الرجال يمكننا تحسيين وتغيير أشكالنا ، نستطيع تغيير رسمة الأنف والشفاه، وجعل الخدود لامعة ، لبشرة صافية براقة ، لا ندوب فيها ولا بثور.

الفلاتر صنعت وجوهًا غير حقيقية بمعايير جمالية لاتمت للواقع بصلة ، ومع الوقت يصعب التخلي عنها ، يصل للهوس والإدمان عليها ، مما يخلق إحساسًا بعدم الرضا وتدنِّي تقدير ذواتنا ، الأمر خطير جدًا ، ففي حال استخدام الفتاة لهذه الفلاتر منذ نعومة أظفارها سَتشب على الاهتمام بإظهار هذه الصورة المحسَّنة ، وسترفض شكلها الحقيقي ، حتى أن كثير من النساء من اللواتي يترددن على عيادات التجميل ، تحمل صورتها بالسناب وتخبر طبيبها ( أودُّ أن أكون كالصورة) !.. وحينما تتوقف عن استخدامها تصطدم بتعليقات الأصدقاء والمتابعين مما يعرضها للاكتئاب والقلق بل للتنمر، فقد تكون أحكام الناس وآرائهم قاسية ومؤلمة ، تخرج أحيانًا عن حدود الأدب ، مما يصل الأمر بها للعزلة وربما للانتحار.

قريبة لي خطبت فتاةً بناءً على صورتها بالسناب ،في حفل تخرج ، صُدمت بعد رؤيتها على أرض الواقع ، فتاة أخرى لاتمت بصلة مع الصورة ، خيبة أمل شعرت بها ،ولربما لو رأتها بالواقع لقبلت بها ، لكن توقعاتها للصورة رسمت شكلا بمقاييس جمالية ، تختلف كليًا عمّا رأته من لون البشرة ، والعين ، والأنف ،وحتى الحواجب والفك . . ذاك كله مؤشر للخطر المُحدق من هذه الفلاتر، وإن كان طويل المدى ، له تأثيره على الجانب النفسي والعقلي ، وما تسببه من إرهاق نفسي يصل لفقدان الشهية واضطرابات النوم ، وعدم القدرة على ممارسة الحياة الطبيعية .

هذه الفلاتر تصنع نُسخة مُحسّنة ، وجمالًا افتراضيا في أول الأمر تنتج عنه متعة كبيرة في الحصول على اللايكات وزيادة المتابعين وتقديرهم ، مع الوقت ستشغل حيزًا كبيرا من الاهتمام والقلق ، ينشأ عنه صدام ورفض بين ذواتنا الأصلية والرقمية ، وهنا مكمن الخطر وبداية للألم النفسي . لذلك من المهم التخلص من سيطرتها ، والتثقيف بالطريقة الصحيحة لاستخدامها دون إفراط ، والوعي بأن كل ما يُنشر من صور للمشاهير والمؤثرين وحتى الأصدقاء هي معدَّلة .
والأهم القناعة بأنّ الله أحسن خلقتنا فنحن جميلون نحب ملامحنا بفلاتر وبدونها.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

كبري رديس

أحمد جرادي تأمل الجميع أن تسارع الجهات المعنية بكبري رديس ان تجد حل جذري وسريع …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.