الشباب العربي وأثر التربية وترسيخ الانتماء على الوحدة الوطنية

بقلم/ السفير سعد الإمام الحجاجي

إن الشاب العربي وجد نفسه يعيش في ظروف اجتماعية واقتصادية صعبة، تمنعه من إظهار مشاعر الحب والانتماء بكل مستوياته.

وفي ظل هذه الظروف تخبو وتتوارى مشاعر الانتماء فظهر ذلك على مستوى الأسرة بضعف التماسك الأسري وتوتر العلاقة بين الآباء والأبناء.
وفي المؤسسات التربوية ظهرت حوادث العنف والانحرافات داخلها، وامتدت إلى مؤسسات العمل فظهر فيها إهمال العامل وأداؤه لعمله بضجر وملل وعدم التزامه بمواعيد العمل والخشونة في التعامل مما أدى إلى ضعف الإنتاجية،،،،
فالشعور بالانتماء يعّد من أهم دعائم المجتمع،واستقراره ونموه.
فالانتماء هو قِيّم ومبادئ وإحساس ونصيحة،وعزة وموالاة وتضحية وإيثار والتزام أخلاقي فهو مؤشر حقيقي لقوة الشعوب وتماسُك وحدتها الوطنية.
وهو القاعدة التي يرتكز عليها بناءها وتنميتها فالانتماء لدى كل شعوب العالم شيئاً أصيلاً في النفس البشرية،مهما كانت درجة التقدم والتحضر لديها، ومهما كانت درجة انتشار التعليم والأميّة فيها.
وهناك عدة عوامل تؤثر وتتأثر بها، ومن أهمها التربية بمفهومها الواسع؛ حيث هي مصدر أساسي في النمو الفكري والشخصي والاجتماعي والسياسي والروحي والبدني لشباب امتنا فتلك التربية لها كبير الأثر على سلوكياتهم وانعكاسها على عطائهم وولائهم وانتمائهم لمجتمعهم مستقبلا.
حيث أن ترسيخ الانتماء يبدأ من مراحل عمرية مبكرة بدءاً بالأسرة فالمدرسة فالمنظومات الشبابية والاجتماعية وللمؤسسات التربوية الدور الأكبر في التنشئة الاجتماعية السليمة ورعاية وتنمية مفهوم الولاء والانتماء حيث تتميز عن غيرها في تأثيرها وقدرتها على غرس الانتماء والولاء والمواطنة الصالحة وتشكيل شخصية الشاب وتحديد التزاماته من خلال تعريفه بمفاهيم الانتماء والمواطنة الصالحة وخصائصها وأثرها الإيجابي على دراية المواطن بحقوقه وواجباته وحرصه على ممارستها بشخصية مستقلة قادرة على حسم الأمور واتخاذ القرارات التي تحقق أهداف المنظومة الاجتماعية،،،
وما اردت الاشارة اليه هو ان تعزيز قيمة الانتماء لا يأتي بالقوة أو بالتهديد أو باستعمال العنف بل يأتي من خلال التعاون والجهد المشترك المبذول من قبل الجميع وذلك بالعمل على إرساء مجموعة من المعايير القيمة والعملية التي تتمثل في إرساء التشريعات العادلة وإرساء معيار العدالة الاجتماعية والسياسية بين جميع شباب أمتنا ومحاربة كل أنواع التمييز بكل أشكاله ودرجاته وإرساء مبدأ تكافؤ الفرص بين الشباب واعتماد أساس المواطنة في منح الحقوق وتحمل الواجبات والعناية بحفظ كرامة المواطن، وحفظ حريته ذلك كفيل بتنمية الحس الوطني لدى شبابنا، وعامة المواطنين بطريقة عميقة،،،،

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

خريف جازان وحسرة المزارعين

بقلم ـ أحمد جرادي فرح المزارعون بمنطقة جازان بموسم الأمطار واستبشروا خيرا بالموسم وأنه سيكون …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.