كتبها/ راشد بن محمد الفعيم
في كل موسم من مواسم الشتاء وبعد هطول الأمطار الغزيره على أي بقعة من مملكتنا الحبيبة يتسائل هواة ومحبي لقط الفقع عن أي مكان سيكون في هذه السنة الفقع ؛ لأن نبات الفقع لا يخرج إلا في الموقع أو المكان الذي ينزل فيه المطر الغزير جدا ، أما المواقع التي أمطارها خفيفة فى موسم الوسم فلا يظهر فيها الفقع ويحدد ظهور الفقع غزارة الأمطار في موسم الوسم ، فكلما زادت أمطار الوسم زادت الفرصة لخروج الفقع ويقول اهل الخبره احسب سبعين يوما بعد هطول الامطار الغزيره من موسم الوسم وبعدها سترى بوادر خروج الفقع في الأراضي التي كان المطر فيها غزير ، ويجب على هواة لقط الفقع أن يكون معهم خبير في الأرض وخبير في النباتات التي تكون علامة وإشارة إلى أن هذه الأرض فيها فقع ، فمثلا النباتات على سبيل المثل لا الحصر نبات الرقروق والأرقه .
ويشترك الرجال والنساء في هذه الهواية المحببة لدى الكثير من مواطني الخليج العربي والدول العربية ولقط الفقع ليس بالأمر اليسير بل فيه صعوبة لتركيز نظر الباحث على الأرض لمدة طويله لعله يجد فقع ومع صعوبة البحث إلا إنها ممتعة لدى شريحة من الناس ، ويقضي الباحث عن الفقع وقته إما في مراجعة حفظه للقرآن أو لذكر الله عز وجل أو لإنشاد القصائد والشيلات أثناء البحث عن نبات الفقع.
يعتبر الفقع من الأكلات اللذيذة جدا والمحببة ، ويطبخ تارة لوحده وتارة مع الأرز ، وتاره مع المرقوق والمطازيز ومع مرق الخضار وأسعاره غالية جدا ، وهو عدة أنواع وأشهرها الزبيدي الأبيض والخلاسي الأحمر .
وحصل لي فرصة أن ذهبت إلى الصمان للبحث عن الفقع ، وكان خبير رحلتنا الصديق الشاعر والأديب ناصر بن سعد الوهيب من محافظة الغاط ، ويكثر الفقع في شمال المملكة وكذلك في الصمان وفي وسط المملكة ، وكثيرا من هواة لقط الفقع يذكرون سنة ١٤١٨هـ ، فهي تعتبر السنة الربيعية والسنة الذي كثر فيها الفقع بشكل ملفت ولا زالوا يتذكرون هذه السنة التي تعتبر من السنوات التاريخية للإنسان المتوسط في العمر ، والغريب أن كبار السن يذكرون في مجالسهم وسواليفهم إنه لم يمر عليهم مثل سنه ١٤١٨هـ من كثره الربيع وكثرة الأمطار وكثره الفقع وتعتبر سنة تاريخية.