غِرَاسُ النُّبْل

يحيى مشافي العسيري /  عسير 

 

رحم الله أخي الراحل الحبيب علي بن عيسى الشعبي الذي وافاه الأجل يوم السبت ١٤٤٢/٦/١٧هـ، وترك إرثا واسعا في الميادين التطوعية الخيرية والاجتماعية الحقوقية الإنسانية، وفي التعليم والإعلام والفكر والأدب. تغمده الله بواسع رحمته وأسكنه الفردوس الأعلى من الجنة وجبر أهله ومحبيه واليتامى الذين كان يرعاهم بخير وألهمهم الصبر وأحسن عزاءهم جميعا.
وهذا الأبيات عبرات على قبره في مقبرة (الكُدّ) بمحافظة الدرب.

(قد كـانَ ما خِفْـتُ أن يكونا
إنـَّــــــا إلى الله راجعــــونا)

الحَـــقُّ حَــــقٌّ وإنْ بَـرِمْــنا
بِـــهِ ومــــا ثَمَّ مـــا يَقِيـــنا

كم نحتمي بالنـوى لِــوَاذًا
مِنْهُ فَنَلْـقَى النَّـــوَى يقـينا

وأين أَلْقَــتْ بنـا المَــرَاسِي
نلقى النوى كالوجيبِ فينا

شــوقًا يَحُـثُّ الخُطَا فندنو
مِمَّــا نُـداجي له السنـــينا

ولحظـةُ الحسم في سَنَـاها
تجلو الضُّحَىٰ واضحًا مُبينا

وليـــــلةٍ بِتُّــــها كئيـــــــبًا
أَذُودُ في سُهْــدها الظنـونا

وافَى النَّعيُّ الذي هَوَىٰ بي
ينعِي الأخَ الصادقَ الأمينا

خليـليَ المُعْتــلِي المُعَـلّى
أَعْــــلاه رَبِّيْ نُهـًى ودِيـــنا

حَبَـــاه فكــرًا ورُشْـدَ عَقْلٍ
حـتى غـــدا للعُــلَا قـريـنا

كم عاثرًا قد أقــالَ؟ أهْدى
أُنْسًــا لقلــبٍ بكى حـزينـا

وكم يتــــيمًا نَمَا غــراسًـا
قد استقى مـاءَهُ المَعِـينا

وكم مَضِيـــما أزاحَ عنــــه
ضيمًـا وقد حَــاطَهُ مُعـينا

خُلاصـةُ العطـرِ من زهـورٍ
تَهْمِي شذًى مفعما ثمينا

يا للفخــار الذي تســامى
شـأوًا غَــدا حَبْـلَه المتينا

مـــــا ثَـــمَّ إلا أخي عــليٌّ
وقـد مضى مــاجدا رزيـنا

ثَــرَى بـني شُعْبَــةٍ نَمـَــاهُ
وضَمّهُ (الكُدُّ) طَابَ طِينَا

تَغْشــاهُ من رحمـةٍ مُزُونٌ
على الثرى تَسْفَحُ الهتُونا

وأَلْفُ بُشْــرَىٰ إليـهِ تَتْرَىٰ
والأرضُ تَجْـرِي له عيـونا

إذا احتوانا الأسى أفاضَتْ
عيـونُنا دمعَهـا السَّخيـنا

لكن في الأنفس انشـراحًا
وعِطْرُ ذِكْـــراكَ يحتــوينا

فاهنأْ بأزْكَى الخُطـَــا وإنَّا
على الخُطا منكَ سائرونا

(أحمد بن يحيى البهكلي ١٤٤٢/٦/١٨هـ)

عن رئيس مجلس الادارة

شاهد أيضاً

رمشك الساهي

هاشم بن علي الكاف رمشك الساهي عنوان القصيد كل ما سلهم يهديني قصيده انتي دمّي …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.