بقلم الكاتبة: زهراء الحامد.
لروح فصولاً ذات شتاء وربيع ثم خريف ، تكتسي بطفولة وشباب ثم هرم ، كن ترى تلك الروح المحملة في جسدها الباهت من ابتهاج الحياة ، ظلت تساورها الأيام قلقاً و خوفاً من خذلان صمتها المطبق والمغلق على صفحات ألمها ، لكنها ظلت تكافح بقوة خارقة وغارقة أحياناً بين أطواق النجاة القليلة ، لكنها استمرّت وصبرت إلى أن وجدت ثمار كفاحها الأزلي ، وتخضرمت نضجاً وقوتاً ، وأنجبت ربيع عمرها بعد خريف باهت ، فزرعت وحصدت من أحدث تلك الأيام نوراً وحلماً وأملاً ، وبينما أنا اليوم في ظلال نتائج صبري وكفاحي المتدثر بأزهار تلك الأيام التي كانت تغرس أنيابها بين أوردة قلبي المثقل بالهموم والآلام التي دثرتني طويلاً وكثيراً دون ملل منها ولا كلل ، ولكني أقف ها هنا وأرتدي روحي التي لم تخذلني لأرى نوراً يشع من جديد وشمساً تبتسم كل صباح ، وقمراً يسايرني كل ليل ، ولون حياة آخر أرسم من خلاله مرحلة أخرى نحو خطى الأحلام المتبقية التي ظلت حبيسة الماضي ، فأنا وأنت أيتها الأحلام هاهنا اليوم بين ريعان ربيع الحصاد نمسك بطريق الأمل الجديد فلا تخذليني .