بقلم/هدى الحربي.
طمأنينةٌ تعانق الفؤاد، وسعادةٌ تروي الروح، وانشراحٌ يملأ الصدر؛ كنت أنعم بها كل يوم مع بزوغ الفجر في حلقةٍ قرآنية من حلقات المسجد النبوي؛ ما بين حفظ، ومراجعة،وتصحيح تلاوة، وإتقان حكم تجويدي، واختبارات فصلية تعين بعد الله على تثبيت الحفظ السابق، ومواصلة الحفظ الجديد. أجمل الاختبارات: اختبار القرآن حين الاستعداد له، وأثناء الاختبار، وبعده. شعورٌ جميل في التكرار والسرد.
تلك الحلقة شغلتني عن كل شيء، أنستني كلهم.
بات همي الوحيد حفظ كتابه الكريم، ظلَّ حلم الختام شغلي الشاغل، أصبحت أتوق إلى ختمة تسكن صدري، وأشتاق إلى تلك اللحظة التي أقرأ بها أواخر سورة البقرة.
أود أن أعيش شعور الختمة ذلك الشعور الذي يقول عنه من وصل إليه أنه يعجز اللسان عن وصفه.
وبينما أنا في سعادة دائمة، دامت عام ونصف؛ إذ بها تتلاشى، وحلم الختام الذي ظننته أنه سيتحقق، أصبح بعيداً مع كثرة المشاغل، وخضم الضغوطات. فقدت التركيز في تثبيت المحفوظ.
ليتني أعود كما كنت؛ لتعود البهجة إلى حياتي، ويُغاث الفؤاد، وتزهر الروح.