يترجم آهات غزته ويحصد جائزة “الكتاب الأمريكي”.. غزة في قصائد بالإنكليزية من قلب أميركا للشاعر مصعب “أبو توهة”

كاليفورنيا_ بسام العريان

ترجم الشاعر مصعب أبو توهة تجربته كإنسان ولد في مخيم الشاطئ للاجئين غرب مدينة غزة، وكيف عاش أربعة عدوانات طاحنة، والنجاة في إحداها من موت محقق، لقصائد شعرية في مجموعته “أشياء قد تجدها مخبّأةً في أُذني”، خطها قلمه باللغة الإنجليزية، ومزجها بجمال البحر، وشروق وغروب شمس غزته.

في ديوانه الفائز أخيراً بإحدى “جوائز الكتاب الأميركي”، صاغ أبو توهة (31 عاماً) المرارة التي تجرعها جده الذي طرد من يافا مع آلاف الفلسطينيين إبان نكبة عام 1948م، وحلمه بالعودة إليها الذي دفن معه، ورصد فيه مشاهد العائلات التي قتلت تحت أنقاض منزلها في الحروب الإسرائيلية، وكيفت تتفتح الأزهار من تحت ركام المنازل.

صدرت مجموعة أبو توهة الشعرية عن “دار سيتي لايتس” الأميركية في أبريل 2022، واستحقت “جوائز الكتاب الأميركي” في دورتها الرابعة والأربعين، وهي جائزة تمنحها “مؤسَّسة ما قبل كولومبوس” في مدينة أوكلاند بولاية كاليفورنيا الأميركية.

و”جوائز الكتاب الأميركي” تمنح للكتاب أصحاب أعمال استثنائية تعبر عن تعدد أمريكيا الثقافي والاجتماعي من خلال الأدب، مثل الكاتب الفلسطيني إدوارد سعيد وغيره، كما يخبر أبو توهة.

ويعد فوزه بالجائزة “إنجازًا على الصعيد الشخصي واعترافًا بالقيمة الأدبية والفنية لعمله، وبأهمية ما يكتب على المستوى العالمي، واعترافًا بأهمية الكتابات التي تصدر من فلسطين، وقطاع غزة خاصة”.

ويؤكد أبو توهة في حديثه لـ”فلسطين” أنه إنجاز خاص بفلسطين، فهو اعتراف بعدالة القضية وأهميتها على الصعيد الدولي، وحُسن تمثيل كُتابها بشكل أدبي رائق.

ويلفت إلى أن تحقيق فوز بجائزة عالمية في الولايات المتحدة الأمريكية على وجه الخصوص، “دليل على أن الكتابة هي فعل إثبات وجود وصمود”.

احتفاء أدبي

ويُعرف موقع “مؤسّسة ما قبل كولمبوس” الإلكتروني أبو توهة بأنه “شاعر يكتب عن حياته تحت الحصار في غزّة، أوّلاً كطفل، ثم كأبٍ شاب نجا من أربع هجمات عسكرية إسرائيلية وحشية، وهو يشهد على دورة طاحنة من الدمار والاعتداء. ورغم ذلك، فإنّ شعره مستوحى من إنسانية عميقة”.

كما نشر الموقع ما كتبته الشاعرة والروائية الفلسطينية الأميركية نعومي شهاب ناي على غلاف “أشياء قد تجدها مخبَّأة في أُذني” الخلفي: “قصائد مصعب تُحطّم قلبي وتوقظه في الوقت نفسه. أشعر أنّني كنت أنتظر عمله طوال حياتي”، في حين أشارت الشاعرة الأميركية ماري كار إلى أنه “على الرغم من أن تشكيله (الديوان) في المشهد القاتم لغزّة، إلّا أنه يستحضر إشراقاً يردّد أصداء الشاعرَين البولندي تشيسلاف ميلوش والهندي كابير. هذه القصائد مثل الزهور التي تنمو من حفر القنابل (…) موهبةٌ مدهشة للاحتفاء بها”.

كما أورد الموقع ما كتبه الشاعر الإيراني الأميركي كافيه أكبر بأنّ المجموعة الشعرية “تصل بوضوح، وهي صوت منعش وسط بحر من الوعي الذاتي. ليس من الرائع أن نقول شيئاً معقَّداً بأسلوب دقيق، ولكن هنا شاعر يقول ذلك بوضوح: ‘في غزة، لا يمكن لبعضنا أن يموت تماماً’، ثم يقول ‘هكذا نجونا’. إنه أمر رائع. هذا شعر من الدرجة الأُولى”.

ويطمح أبو توهة للاستمرار في الكتابة بطريقة تليق بشعب فلسطين، وأن يتم الاعتراف بالمزيد من الكتاب في فلسطين، وخاصة قطاع غزة، فهناك الكثير من الكتاب الذين يستحقون أن تترجم أعمالهم باللغة الإنجليزية حتى يتسنى لجميع القراء في العالم قراءة أعمالهم، ونيل الجوائز.

أبو توهة، هو شاعر وكاتب قصة قصيرة، وكاتب مقالات صحفية، مولود في غزة، ويكتب باللغتين العربية والإنجليزية، أسّس عام 2017 “مكتبة إدوارد سعيد” العامة في غزة، نشر قصائده في مجلات شعرية متخصّصة، وكان شاعرًا زائرًا في قسم الأدب المقارن في “جامعة هارفارد” الأميركية بين عامَي 2019 و2020.

ونال جائزة “فئة الإبداع” ضمن “جوائز كُتّاب فلسطين” في لندن عام 2022، وحل في القائمة النهائية لـ”جوائز حلقة نقاد الكتب” الأميركيين في فبراير 2023.

عن إدارة النشر

شاهد أيضاً

افتتاح مهرجان مسرح الطفل فى دورته الثانية

ريم العبدلي – ليبيا افتتح على خشبة المسرح الشعبي فعاليات مهرجان مسرح الطفل فى دورته …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

الرؤية: انطلقت جريدة روافد الإلكترونية من المدينة المنورة تساهم في تقديم الأخبار وتغطيتها، واستقصاء المعلومة بأسلوب يراعي أحدث المعايير المهنية ويحرص على ملامسة رغبات القراء المعرفية وتلبية احتياجاتهم المعلوماتية. وتعنى روافد بالشؤون المحلية، في دائرتها الأقرب، ثم تتسع دوائر اهتماماتها لتشمل شؤون الخليج فالعرب فالعالم.
الرسالة: توفير المحتوى الملائم للجمهور على مستوى التغطيات السياسية والرياضية والأخبار المنوعة، وتقديم التقارير والتحليلات السياسية والتحقيقات الصحفية في مختلف الأحداث بأسلوب يتماشى مع تطلعات الجمهور، وتقديم محتوى غير تقليدي من حيث الشكل والمعالجة. ولن تتوقف روافد عند حدود المهنية ومعاييرها، بل ستحرص على إضافة نكهتها الخاصة التي تمرّن فريق العمل عليها.