عبد الله الينبعاوي ـ الرياض:-
اختتم مؤتمر إكس بي لمستقبل الموسيقى 2023 فعالياته وسط مشاركة واسعة النطاق مع أكثر من 300 متحدثاً من 30 دولة حول العالم وانعقاد 150 جلسة وورشة عمل على مدار ثلاثة أيام.
وركز مؤتمر إكس بي لمستقبل الموسيقي في نسخته الثالثة على بناء جسور التعاون بين الفاعلين في صناعة الموسيقى، وعقد جلسات حوارية متنوعة، ووفر مساحات للتعلم التفاعلي وتدريبات العزف الموسيقي ونقل الخبرات إلى المواهب الجديدة.
وناقش المؤتمر مفهوم الاستدامة ودور الموسيقى في العمل المناخي وتحقيق الاندماج والمساواة وحماية حقوق الملكية الفكرية وكيفية مواجهة التحديات لبناء مستقبل أفضل لصناعة الموسيقى في ظل المتغيرات المتسارعة محلياً وإقليمياً وعالمياً. وتمحورت المناقشات حول أربعة مواضيع أساسية شملت الموهبة والمشهد والتأثير والابتكار، وشكل الخبراء الدوليون نسبة 51.7% من إجمالي المتحدثين، فيما كانت نسبة المتحدثين الإقليميين والمحليين 48.3%.
وسجل المؤتمر تطوراً ملحوظاً مقارنة بنسخة العام الماضي مع زيادة ملحوظة في عدد المتحدثين بنسبة تجاوزت 47% وارتفاع عدد الجلسات بنسبة 78%.
وتقول ندى الهلابي، مديرة إكس بي لمؤتمر مستقبل الموسيقى والمديرة الاستراتيجية في مدل بيست، شركة الترفيه الموسيقي المنظمة للفعالية: “لقد بات واضحاً أن مؤتمر إكس بي لمستقبل الموسيقى يحقق إنجازاً جديداً كل عام ويتطور إلى منصة نابضة بالحياة والإبداع الموسيقى الرائع. كما أن المشاركة الإقليمية والدولية في المؤتمر تتيح للجمهور من عشاق الموسيقى التعرف على ثقافات متنوعة وألوان فنية جديدة، وفي الوقت نفسه يساهم المؤتمر في نشر الثقافة الموسيقية السعودية للعالم، ويمثل فرصة للاحتفاء بثراء وتنوع التراث الموسيقي في المملكة وإعادة إحيائه بالتناغم مع التقنيات الحديثة التي تلعب اليوم دوراً هاماً في صناعة الموسيقى والإنتاج الفني”.
وشهد المؤتمر هذا العام تقديم العديد من التجارب التفاعلية عبر إطلاق مساحة “ديمو لاب” لعرض أبرز العلامات التجارية الرائدة في صناعة الموسيقى وأحدث الخدمات والابتكارات التكنولوجية بمشاركة أنغامي وميرواس وبارادايس وورلدوايد وإل أكوستيكس وكلية بيركلي للموسيقى وسباركد وميوزك هب وجاميرز آرينا، بما يساهم في دعم روح المبادرة وريادة الأعمال وإطلاق العنان للمشاريع الجديدة واستكشاف آفاق الابتكار والإبداع.
أهم فعاليات اليوم الثالث
وحققت أنشطة المؤتمر الموسيقي الأول من نوعه في الشرق الأوسط إقبالاً ملحوظاً وتفاعلاً جماهيرياً مع جلسات اليوم الثالث، والتي اشتملت على نقاشات حول موسيقى الراب وتاريخ موسيقى الهيب هوب في العالم العربي ومفاهيم البصمة الإبداعية وحقوق الأداء العلني وتنمية العوائد المالية لصناعة الموسيقى، كما شهدت جلسة تفاعلية أسئلة حول الموسيقى الإلكترونية وشهدت ثلاث لقاءات مميزة استعراض مسيرة الفنانة نيكول مدبر، و جلنار خسروشاهي المؤسسة والرئيسة التنفيذية لشركة “ريسيفوار” والفنان مشعل تمر.
ونظمت هيئة الموسيقى ضمن فعاليات اليوم الثالث والأخير للمؤتمر ورشة عمل مع المدرب مازن لواندا حيث تعلم المشاركون كيفية تطبيق المقامات العربية على مقطوعة “بلو بوزا” من موسيقى الجاز، كما تطرقت إلى بعض القواسم المشتركة بين المقامات العربية ونغمات الجاز.
وتناول المشاركون أهمية رفع الوعي على امتداد قطاعات صناعة الموسيقى، وناقشوا دور الإصلاحات التشريعية في دعم الفنون والبيئة الإبداعية وكيفية تفعيلها وتطبيقها بشكل كامل، مع استعراض أهم النماذج والتجارب العالمية ومن بينها كوريا الجنوبية وكيفية توظيفها للاستفادة منها محلياً وإقليمياً.
وعبر المتحدثون عن تفاؤلهم بالفترة الذهبية التي يتوقع أن تشهدها المملكة العربية السعودية خلال السنوات القادمة في ضوء أهداف رؤية 2030 واستضافة المعرض العالمي إكسبو الرياض 2030 ثم كأس العالم لكرة القدم فيفا 2034، وما يعنيه ذلك من حضور الاهتمام العالمي إلى المملكة وانعكاس ذلك على انتعاش مجالات الاقتصاد الإبداعي وخلق فرص جديدة غير مسبوقة للنمو والتطوير.
وعقدت هيئة الموسيقى حلقة نقاشية حول رسم ملامح مستقبل سياسة الموسيقى عبر الحوكمة الفعالة بمشاركة مي سلامة ونيسبي ولوتز لايسرينج وبول باسيفيكو، المتحدث الرسمي لهيئة الموسيقى، وأدار الحوار جيك بيامونت. كما نظمت الهيئة لقاءً عن مستقبل التعلم الموسيقي وعدة جلسات حول الإنتاج الموسيقي وأكاديمية التسجيل الموسيقي، وسبل إشراك المرأة في صناعة القرار في المجال الموسيقي.
وشملت جلسات المؤتمر نقاشات حول مستقبل الحوكمة في إدارة صناعة الموسيقى والتعاون العابر للثقافات وصعود الأسواق الإقليمية إلى المسرح العالمي، وأساسيات الحصول على تراخيص إقامة فعالية موسيقية ودور الأداء الحركي وتمارين التنفس في الاستشفاء، وورش عمل حول كتابة الأغاني وتأثيرات الذكاء الاصطناعي.
وكان الجمهور على موعد مع سلسلة متميزة من أروع الأداءات الفنية المقدمة في إطار اتفاق الرعاية بين برنامج “إيكوال آرابيا” التابع لمنصة “سبوتيفاي” ومبادرة “فيم فيست” لدعم وتمكين الأصوات النسائية الإبداعية، بمشاركة الفنانات فلانة، ودنيا وائل، وميرون تي، ومنال، في امتداد للجهود المشتركة لتحفيز مشاركة المرأة في تطور صناعة الموسيقى ودور إكس بي لدعم المساواة في المشهد الموسيقى. وقد احتوى البرنامج المسائي “إكس بي نايت” على عدة حفلات وفقرات أخرى تألق فيها عدة نجوم من بينهم حكيم وشيلينا ماناتو من هولندا وفريق تيناريوين القادم من دولة مالي وأنتايمد من السعودية وأبيوسف وعلي جويدة وآخرين.